جماعات الهيكل تحشد آلاف المستوطنين..ومحللون مقدسيون يتوقعون تفجر الأوضاع
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم مئات المستوطنين، بينهم وزراء، وأعضاء الكنيست من الليكود، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، في ذكرى ما يسمى يوم "توحيد القدس".
ويستعد المستوطنون، لإجراء مسيرة الأعلام لتبدأ الساعة الـرابعة عصرًا حتى العاشرة مساءً، لتمر عبر أحياء البلدة القديمة، وباب العامود، وصولًا إلى المسجد الأقصى، مع محاولة اقتحامه.
ويقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات إن "من الواضح أن هناك تعبئة وتحريض عاليين من قبل حكومة الاحتلال، وتهديدات من وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير، ورئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، بالاغتيال وتصفية كل من يحاول عرقلة مسيرة الأعلام".
وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "المسيرة التي ستجري عصر اليوم، يتم الحشد لها بآلاف جنود الاحتلال، وشهدنا منذ الصباح اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى" مشيرًا إلى أن "أكثر من 3200 جندي، وحرس حدود، سيكونوا جاهزين من أجل حماية المسيرة وتأمين مسارها، الذي تصر حكومة الاحتلال على تنفيذه في مساره المحدد في أرجاء البلدة القديمة والمسجد الأقصى".
وأوضح أن "المسيرة ستنطلق في مسارين، الأول: سينطلق من باب الخليل في اتجاه حائط البراق، والآخر من منطقة شارع يافا في اتجاه ساحة باب العامود" موضحًا أن "رقصة الأعلام ستؤدى في منطقة ساحة باب العامود، مع إطلاق الشعارات والهتافات العنصرية ضد العرب، ثم ينطلقون في اتجاه البلدة القديمة والأحياء فيها، مع الاستفزازات، والاعتداء على التجار".
وأكد أن "المسألة الأخطر هي التحضير الضخم المخطط لهذه المسيرة، حيث أن هناك منظمة يمينية متطرفة تدعى بيتينو، تحشد أكثر من 5 آلاف مستوطن، وتحرض باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط، رافعين الأعلام، ومن ثم الدخول للمسجد الأقصى، ما يعتبر تطورًا خطيرًا جدًَا".
وأشار إلى أن "منظمة بيتينو اليمينة، ستقوم الساعة الواحدة ظهرًا بإجراء بروفة تحضيرية، من خلال رفع الأعلام في باحات المسجد الأقصى".
وتابع القول إن "قوات الاحتلال ستنتشر لإغلاق الطرق والشوارع، لتمنع سيارات المقدسيين من الوقوف في شارعي: صلاح الدين، والسلطان سليمان، وسيتم إغلاق منطقة المصرارة، مع نشر حواجز ثابتة ومتحركة على مداخل القرى والبلدات المقدسية، وفي الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة".
واستدرك أن "المسيرة إذا استمرت في إصرارها على الاقتحام، وتجاوزت الحدود، سيدفع الأمر في اتجاه انفجار الأوضاع وقد نجد أنفسنا أمام معركة سيف القدس، على نحو أشمل وأوسع من معركة العام 2021، وخاصة أن اقتحام المسجد هذا العام يتضمن حشد أعداد ضخمة من المستوطنين، مع التجرؤ في أداء السجود الملحمي، وغيره، وهذا يعتبر تطورًَا حقيقيًا في اتجاه فرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، تكرس التقسيمين الزماني والمكاني، وتعمل على إيجاد قدسية وحياة يهودية في المسجد الأقصى، ونقله من مسجد إسلامي خالص إلى مقدس مشترك، عبر الإحلال الديني، بحيث يصبح اليهود شركاء في هذا المسجد".
واستطرد بالقول إن "طبيعة هذه المسيرة، وسيرها، والواقع الميداني اليوم، قد يفرض تطورات" موضحًا أن "هناك عملية مراقبة للأوضاع من قبل قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وكتائب القسام صرحت على تويتر أن سيف القدس لن يغمد، والقوى الفلسطينية الأخرى قالت أنها ستكون جاهزة في التدخل لصالح المسجد الأقصى، كما جرى في معركة القدس عام 2021".
وأردف أن "الأوضاع أمام تطورات آخذة في التصاعد، في ظل مسيرة تتبناها حكومة الاحتلال، بحضور 5 وزراء من حكومة الاحتلال، يتقدمهم إيتمار بن غفير وسموتريش ووزيرة الاتصالات ميري ريغيف، وغيرهم من المتطرفين، بمعنى أن المسيرة تحظى بدعم من قمة الهرم السياسي والأمني والعسكري".
وبيّن أن "نتنياهو يريد إتمام هذه المسيرة؛ لأنه يحاول أن يستعيد قوة الردع بعد معركة سيف القدس الأخيرة، ويريد أن يصدر أزماته ويفرض أجندته في إطار تحسين موقعه الحزبي، وخاصة بعد تراجع شعبية الليكود، على خلفية الاحتجاجات المتفجرة داخل دولة الاحتلال، فيما يتعلق بالتشريعات القضائية".
وأكد أن "تفجر الأوضاع سيكون على نحو أوسع وأشمل من معركة سيف القدس، وربما يكون له تداعيات إقليمية ودولية، وخاصة أن نتنياهو لم يستطع ترميم قوة الردع في معركة ثأر الأحرار، التي جرت في التاسع من أيار/ مايو الحالي، وكل هذا مرهون بحركة الميدان اليوم في مدينة القدس".
من جهته، يقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن "مسيرة الأعلام هي محاولة لفرض السيادة المزعومة للاحتلال، من خلال جلب المستوطنين من كل المدن الفلسطينية".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "ما يختلف في مسيرة الأعلام هذا العام، هو أن حكومة الاحتلال تريد التغطية على فشلها في الحرب الأخيرة، وتحاول فرض السيادة المزعومة على القدس والمسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "المسيرة تعد استفزازًا لمشاعر الفلسطينيين، وهي نوع من محاولة خنق المقدسيين، ومحاولة إثبات أن لهم السيادة، والسيطرة والهيمنة".
وأوضح أن "المسيرة هي عدوان متواصل على القدس، والمقدسات، ومحاولة إبقاء المقدسيين في دوامة الخوف والرعب، ومحاولة صبغة الجزء الشرقي من القدس بالعلم الصهيوني".
واعتبر ان "المسيرة نوع من الدعاية، وهروب من الواقع، في محاولة للتقدم الفاشل، بعد عدم إمكان الحكومة من تحقيق أي إنجازات"
وختم بالقول إن "إفشال هذه المخططات يتم من خلال رباط المقدسيين اليوم في المسجد الأقصى، مع البقاء في الأحياء، المقرر أن يمر المسار منها، والأهم اليوم هو إثبات تواجد المقدسيين بمنطقة باب العامود" موضحًا أن "باب العامود يرمز إلى القوة في من يسيطر أو يبقى هو من يكون صاحب السيادة".