رسائل تهويدية حملها اجتماع حكومة الاحتلال أسفل حائط البراق
القدس المحتلة - القسطل: يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، إن "وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير يقدم للمرة الثانية على اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال أقل من نصف عام، ويقول: نحن أصحاب المنزل، وهو ملك لنا وليس لغيرنا، وهذا المكان يهم الجميع، وتمادى في وقاحته، واستهتاره ليس فقط بمشاعر العرب والمسلمين والتعدي على أقدس مقدساتهم، واستفزاز كل المشاعر الوطنية والقومية والدينية لهم، بل قوله للأردن أصحاب الوصاية على الأقصى، يبدو بأنكم أخرجتم نفس ورقة الإدانة والاستنكار السابقة، وبكل وضوح يقول أنتم لستم في حساباتي".
وأوضح عبيدات لـ"القسطل" أن "حكومة الاحتلال تعقد هذه الاجتماعات، كي تكرس تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، ولتعمل على إيجاد قدسية وحياة يهودية فيه عبر الإحلال الديني، ونقله من المقدس الإسلامي الخالص إلى المقدس المشترك، وتطويع العقل الفلسطيني، والعربي، والإسلامي، باعتبار ما تقوم به حكومة الاحتلال والمستوطنين وكل أذرع الاحتلال، من عربدات واقتحامات للأقصى وصلوات تلمودية وتوراتية حق وأمر طبيعي".
وأشار إلى أن "وزير أمن الاحتلال غفير قد أدى الطقوس التلمودية والتوراتية إلى جانب رئيس منظمة الهيكل في الجهة الشرقية من الأقصى، في هدف السيطرة الكاملة على المنطقة الشرقية من الأقصى، والتي تشكل ثلث مساحته، بحيث يتم السيطرة على مصلى باب الرحمة، والبالغة مساحته 300 متر مربع؛ لإقامة مدرسة دينية على كامل المساحة أمامه، التي تشكل حوالي 500 متر مربع، وعلى أن يتم السيطرة على باب الأسباط، والذي بات التركيز عليه واضحًا في الاعتداءات الأخيرة؛ من أجل أن يتم اقتحام المسجد الأقصى من خلاله، وهذا ما لمسناه، بعد نجاح نتنياهو وحكومته بإقامة مسيرة رقصة الأعلام في ساحة باب العامود، يوم الأربعاء 18 أيار/مايو، ورفع ما يعرف بعلم الهيكل، وترديد الشعارات والهتافات العنصرية والمتطرفة: الموت للعرب".
وتابع عبيدات القول: "رغم ما حصل في الأقصى من فعل مشين، خلال المسيرة، التي شارك فيها أكثر من خمسة وزراء، يتقدمهم بن غفير، وسموتريتش، وميري رغيف، وسمحا روتمان وغيرهم، والوزير من القوى اليهودية يتسحاق فارسلاوف، الذي كان على رأس الجماعات التي اقتحمت الأقصى، رافعة أعلام دولة الاحتلال ومرددة ما يعرف بالنشيد الوطني «هتكفاه» مع أداء طقوس السجود الملحمي، إلا أن الردود العربية والإسلامية جاءت باهتة، لم تتعدَ بيانات الشجب والاستنكار والمطالبة من الشركاء في العدوان على شعبنا، بلجم دولة الكيان ووقف عدوانها على القدس والأقصى".
واستدرك أن "هذه الردود المحدودة، قد اعتادت عليها حكومة الاحتلال، كذلك رغم أن دولة الكيان عاشت حالة من الاستنفار الأمني والعسكري ونصبت قببها الحديدية ومقلاع داود وحيتس في القدس وعلى كامل أرض فلسطين التاريخية، وحشدت اكثر من 3200 شرطي وجندي حرس حدود ومستعربين وخيالة، وأغلقت الشوارع، ومنعت حركة المقدسيين ووصولهم إلى المنطقة المحيطة بباب العامود، ولكنها أدركت عبر الضغوط والاتصالات التي قامت بها أكثر من دولة وطرف، بأن المقاومة لن تطلق صواريخ على المسيرة، ولن ترد على عمليات الاقتحام للأقصى، التي وصل عدد المقتحمين فيها إلى (1284) متطرف".
وختم بالقول إن "حكومة الاحتلال حوت في اجتماعها عدة مشاريع ومخططات استيطانية جديدة، في تحد خطير يهدد أهالي القدس، في محاولة السيطرة الكاملة على المدينة".