مؤشرات خطيرة ضمن التقسيم الزماني للمسجد الأقصى..وقوانين تعسفية جديدة على المصلين

مؤشرات خطيرة ضمن التقسيم الزماني للمسجد الأقصى..وقوانين تعسفية جديدة على المصلين
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: أرسلت شرطة الاحتلال، مساء اليوم، رسائل إلى أصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة، تنذرهم بضرورة إغلاقها، لتأمين الاقتحامات للمستوطنين.

ومنعت قوات الاحتلال، المصلين المقدسيين دون عمر الخمسين من دخول المسجد الأقصى، في صلاتي المغرب والعشاء.

ويقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات إن "أسلوب التوظيف من خلال الأعياد الدينية أو القومية اليهودية، من أجل القيام بتوسيع عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى، يدلل على أن هناك عملية استهداف واسعة تجري بحق المسجد الأقصى؛ لفرض وقائع جديدة وتحديدًا على منطقة باب الأسباط، ومصلى باب الرحمة".

وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "الخطورة باتت عميقة في مرحلة الاقتحامات، حيث تحاول حكومة الاحتلال فرض سيطرة زمنية جديدة على المسجد الأقصى، من خلال منع الشبان المقدسيين من الدخول إليه في صلاتي المغرب والعشاء، وهو تطور خطير في اتجاه أن يتم تحديد من يحق له الدخول، ويشكل تحدٍ على حرية العبادة والمكان، وهو تمهيد قد يتطور إلى عملية منع للدخول إلى المسجد بالشكل كامل، وفرض وقائع تقسيمية جديدة، كما حدث في الحرم الإبراهيمي، بعد عملية التقسيم المكاني والزماني التي جرت فيه، منذ شباط/فبراير 1994".

وحول التقييدات المكثفة على المسجد الأقصى، يوضح عبيدات أن "الأقصى أصبح يندرج تحت واقع جديد، مع تحد يهدد أمنه ووجود". مشيرًا إلى أن "ردع الاقتحامات لن يتم حتى يكون هناك موقفًا فلسطينيًا حقيقيًا".

وتابع بالقول إن "من المحتمل في ظل ظروف الاقتحامات المكثفة، واليومية، والوقاحة المتجاوزة في تحديد سن من يستطيع الدخول والصلاة، والقوانين الجديدة من قوات الاحتلال، التي لم يشهدها الأقصى مسبقًا، أن تتدخل قوى المقاومة في قطاع غزة، وأن نشهد مناورات من الجنوب اللبناني، وردود من جبهات دولية مختلفة".

واستدرك أن "كل المجريات من الاقتحامات، وممارسة الطقوس العبرية في باحات الأقصى، وعقد حكومة الاحتلال اجتماعها أسفل المسجد الأقصى، يدلل على أن الاحتلال يعمل على التخطيط بشكل مكثف ومدروس في تهويد مدينة القدس والأقصى".

واستطرد بالقول: "من هذا المنطلق إن ما يجري هو محاولة من قبل الاحتلال، في إعادة تعريف الأقصى ومدينة القدس للعالم العربي الإسلامي، بمعنى أن هناك عملية استهداف للوعي، على أن ما يحصل من اقتحامات وإجراءات قسرية تسن حديثًا في المسجد الأقصى، أمر طبيعي".

وأردف أن "عيد الأسابيع يعد خطرًا على المسجد الأقصى، كونه أحد أعياد الحج الثلاثة (العرش)، و(المظلة)، و(الأسابيع)، والمرتبطة حسب زعمهم بالهيكل" مشيرًا إلى أن "إدخال الفواكه والخضار والقرابين النباتية لباحات المسجد الأقصى بصورة علنية، ينذر بفرض واقع جديد، يتم التخطيط له في المسجد الأقصى، ولاحقًا قد نشهد إدخال القرابين الحيوانية في العيد العبري القادم، (العرش)".

وأوضح أن "الأمور ستتطور في مدينة القدس، والمسجد الأقصى، وهذا بحاجة إلى أن يقف الجميع على مصليات المسجد، ومن الضروري أن يكون هناك وقفة مؤسساتية حقيقية، إلى جانب محور المقاومة" موضحًا أن "الاحتلال سيتمادى في فرض قوانين ووقائع جديدة أكثر تعسفًا، إن لم تسكته قوى المقاومة".

وأشار إلى أن "هناك الكثير من الوزراء وأعضاء الكنيست، سيقتحمون الأقصى صباحًا ومساءً في قادم الأيام، إذ لم يكن هناك إجراءات، وخطوات عملية ترتقي إلى حجم المخاطرة المحدقة، وخاصة أن بن غفير يستهتر في الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، ويريد فرض السيطرة الأمنية والإدارية دون أن يأبه للعمل العربي والإسلامي".

وختم بالقول إن "شرطة الاحتلال قد أبلغت التجار في سوق القطانين على عدم فتح محلاتهم التجارية قبل التاسعة، وهي دلالة على أنهم يخططون لعملية اقتحام واسعة غدًا، في قرار غير مسبوق ووقح وجريء بجعل الاقتحامات تتم بشكل طبيعي في يوم الجمعة، وهذا يدل على أن حكومة الاحتلال تعمل على فرض وقائع جديدة حقيقية على أرض الواقع، تسير في اتجاه ينذر بالخطر على المسجد الأقصى".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: