معركة التعليم في القدس.. أسرلة مستمرة تستهدف مدارس مقدسية عدة

معركة التعليم في القدس.. أسرلة مستمرة تستهدف مدارس مقدسية عدة
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: يسعى الاحتلال إلى التهويد الكامل للحيّز العام، وفرض السيطرة الكاملة على القدس، في هدف تغيير هويتها الفلسطينية العربية الإسلامية، بدءًا من محاولة تغيير عقول الأجيال المقدسية.

إن سياسة "إسرائيل" في السيطرة على المسجد الأقصى وتهويده لا تنحصر على الإجراءات التعسفية والقهرية الواضحة أمام ملء الأعين: من ملاحقة، وتهجير، وإفراغ، وهدم، واعتقال، بل هي أخطر من ذلك بكثير، حيث تستخدم دولة الاحتلال سياسة القوة الناعمة ضمن استراتيجيات الاحتلال الممنهجة للسيطرة على العقول الفلسطينية ومحاولة تغيير مسارها، حيث ذكرت تصريحات حكومية "إسرائيلية" بنص واضح وصريح، عن نيتها في تحقيق مطامعها والاستيلاء على التعليم المقدسي؛ قال نفتالي بينيت في تصريح له: "يجب تقديم المساعدة والدعم لكل من يعلم المنهاج الإسرائيلي، أريد المساعدة في عملية الأسرلة على نحو واسع".

ويستخدم الاحتلال التعليم كأداة ناعمة؛ لتحقيق مطامعه الاستيطانية والتهويدية في مدينة القدس، وتعتبر الكلمة الأداة الفعالة، والأخطر في السيطرة والتحكم، وتنشئة الأجيال المقدسية على التعليم غير العربي، وإدخال ثقافة الاحتلال لديهم، التي تعتبر الأخطر من كل مشاريع وإجراءات الاحتلال التعسفية.

وقد تجرأ الاحتلال على حذف الأشعار، والقراءات، والرموز، والمعالم الفلسطينية والعربية من المناهج التي تدرس في بعض المدارس المقدسية واستبدلها بأخرى تهدف إلى طمس الانتماء الوطني للطلبة المقدسيين.

تغيير المناهج.. حلم الاحتلال في السيطرة على العقل قبل الأرض

يحاول الاحتلال منذ العام 1967 بكل مؤسساته فرض المناهج "الإسرائيلية" على مدارس القدس، ولكن إصرار وممانعة المعلمين والتفاف الأهالي حولهم ضد قرارات الاحتلال قد أفشلت خططهم.

وفي في العام 2011، شنت حكومة الاحتلال هجمة ممنهجة على المنهاج الفلسطيني في القدس، واتهمته بـ"التحريض ومعاداة السامية". ولأجل ذلك فُرضت مناهج الاحتلال على المدارس الخاصة، إلا أن وقوف أهالي القدس ضد هذا القرار منع استمرار ذلك.

وعادت الهجمة من جديد قبل عامين، حينما زادت بلدية الاحتلال من ميزانية التعليم، وقامت بفتح صفوف يدرس فيها المنهاج "الإسرائيلي"، في محاولة فرض حرب ثقافية على المنهاج الفلسطيني، ومحو كل ما يتعلق بالوجود العربي الإسلامي.

ويشن الاحتلال هجمات شرسة وممنهجة على كل ما يخص الثقافة الفلسطينية، حيث نراه ينقض على المدارس الخاصة كما حصل في مدارس اليتيم والإبراهيمية والإيمان سابقًا.

رفع علم الاحتلال والرقص على أغنيات عبرية في مدارس مقدسية..مؤشرات متقدمة على انخراط الطلبة المقدسيين بثقافة الاحتلال

يقول المختص في شؤون التعليم بالقدس، زيد القيق، إن "الأسرلة لم تنحصر على المقررات الدراسية، بل اشتملت جميع الأنشطة اللا الصفية، والتي تهدف إلى تشويش القيمة الوطنية في ذهن الطالب المقدسي".

 وحول الأسرلة وإحلال التعليم الفلسطيني، يشير القيق في حديثه مع "القسطل" إلى أن "الاحتلال يهدف من خلال الخطة الخمسية، إلى إيجاد مواطن مقدسي ينتمي لدولة إسرائيل، مع تجريده بالكامل من الولاء والانتماء للقضية الفلسطينية والعمق العربي والإسلامي". 

محاولات لتصفية التعليم الفلسطيني في جميع المدارس المقدسية

يقول المختص في شؤون التعليم بالقدس إنه "منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة مقاليد الحكم، والهجمة على التعليم المقدسي قد ازدادت، وبجرأة أكبر وأكثر وقاحة، حيث سخرت الحكومة إمكانياتها في تحريف المناهج الفلسطينية والمقررات المدرسية بالقدس".

وحول ما جرى في بعض المدارس المقدسية، يستوضح القيق أن "المدارس في القدس لم تصل إلى هذه المرحلة من قبل، حيث تعدت هذه المدارس عملية الأسرلة في المناهج إلى الأسرلة في الأنشطة اللا صفية، وهذا مؤشر خطير يدل على أن واقع التعليم في القدس بات مدمجًا بصفات تطبيعية، لا وطنية".

إن ما شهدته المدارس المقدسية من انخراط في المظاهر "الإسرائيلية" دون وعي وحرج رغم كل ما يعانيه الشارع المقدسي من أسى وويلات التدمير، والاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى والقدس، وهدم المنازل، يدل على أن محاولات أسرلة مكونات التعليم المقدسي قد باتت تحقق على أرض الواقع، بترويج لمنهاج وفكر الاحتلال،ومنع تدريس المناهج الفلسطينية، وبالتالي طمس الهوية الثقافية العربية، ومحاربة الوعي، وخلق جيل غير واعٍ بقضيته ورموزها.

ويذكر أن الاحتلال يشن هجمة شرسة على التعليم في القدس، وفي نهاية تموز/يوليو الماضي، ألغت حكومة الاحتلال تراخيص ست مدارس في المدينة المحتلة، بذريعة تدريسها مضامين "تحرض على «إسرائيل»".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: