بميزانيات ضخمة ومساحات واسعة..طرق ووحدات استيطانية جديدة تقطع أوصال الأحياء المقدسية
القدس المحتلة - القسطل: كشفت منظمة "عير عميم" الحقوقية عن أن حكومة الاحتلال قد وافقت على بناء مخطط استيطاني جديد، بالقرب من قلنديا، ضمن سلسلة مشاريع الاحتلال التهويدية الأخيرة في القدس والضفة الغربية.
وصادقت بلدية الاحتلال، اليوم الأحد، مع اللجنة الفرعية للطرق في مجلس التخطيط الأعلى التابع للإدارة المدنية للاحتلال على مخطط جديد لشق طرق استيطانية بمحيط القدس.
ويقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن "حكومة الاحتلال تسعى جاهدة إلى تغيير التركيبة السكانية، وإيجاد خلل في التوازن الديمغرافي لصالح المستوطنين".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "بلدية الاحتلال تعمل على محاصرة التجمعات المقدسية، وتهمل خدماتها" موضحًا أن "هناك عشرات الشوارع والخدمات العامة المقدسية، التي تحتاج إلى إصلاح منذ سنوات".
وأشار إلى أن "الاحتلال يخطط لبناء 400 وحدة استيطانية جديدة على أراضي بلدة قلنديا، شمالي القدس، ومن ضمن المخطط، صادقت بلدية الاحتلال على مشروع شط طرق استيطانية بالقرب من قلنديا".
واستدرك الباحث المقدسي أن "حكومة الاحتلال تقوم بعمل مخططات استيطانية؛ لدفع المقدسيين للهجرة والرحيل، ولتضييق الخناق عليهم، وجلب المزيد من المستوطنين، مع حرصهم على عدم تطور الأحياء المقدسية، وفصلها عن بعضها".
واستطرد بالقول إن "الهدف الأساسي لشق الشوارع الاستيطانية هو السيطرة على القدس، وحرمان المقدسيين من الأراضي المحيطة ومنعهم من التمدد الطبيعي، والبناء والانتفاع بهذه الأراضي ومنع التواصل بين هذه التجمعات".
وأردف بالحديث أن "سموتريش قد خصص ميزانيات ضخمة من أجل مشاريع شق الطرق الاستيطانية، تصل إلى أكثر من 32 مليون شيقل".
وأكد أن "مخطط إضافة وحدات استيطانية في ذات المناطق، وتزايد إقرار بناء الشوارع الاستيطانية، يأتي ضمن إجراء إحاطة البلدات والتجمعات المقدسية في استراتيجية «إسرائيلية» أمنية، تجري في عملية التطويق والاختراق والتشتيت، من خلال تطويق الحي العربي بالمستوطنات، واختراقه بالبؤر الاستيطانية، وتحويله إلى بيوت ضمن أحياء يهودية".
وبين أن " المشروع جزء من فرض الواقع التهويدي على الأراضي العربية، وهو نوع من تغيير وضع الأرض والواقع في محيط القدس، ويريد الاحتلال أن تكون المدينة ذات أغلبية يهودية بحلول العقود القادمة، ولذلك كل المخططات والخدمات هي لصالح الاستيطان".
من جهته، يقول المختص في شؤون القدس، جمال عمرو إن "الهدف من هذه المشاريع هو إيجاد حزام من المستوطنات؛ لزيادة أعداد المستوطنين وإيجاد خلل في التوازن الديموغرافي لصالح المستوطنين، وتغيير التركيبة السكانية".
وأوضح عمرو لـ"القسطل" أن "المشاريع الاستيطانية الضخمة ستعمل على خنق التجمعات المقدسية ومحاصرتها، ومنع تمددها وتطورها، وحرمان المقدسيين من استخدام الأراضي الفارغة للبناء، وهو جزء من التضييق، ومحاولة إفراغ المقدسيين من المدينة".
واستدرك أن "حكومة الاحتلال تعمل على فصل الأحياء الفلسطينية عن المستوطنات ضمن خطة التنفيذ السريع، وتعمل على تغيير المشهد العام للقدس والنمط العمراني فيها، عن طريق زيادة العمران الاستيطاني في المنطقة، وهو جزء من محاولة تغيير هوية القدس".
وختم بالقول إن "حكومة الاحتلال قد خصصت أكثر من 32 مليون شيقل؛ من أجل إقامة مشاريع فصل الشوارع وربط المستوطنات، في محاولة تغيير التركيبة السكانية لصالح الاستيطان على حساب التواجد العربي المقدسي".