47 عامًا من التحدي والصمود..الاحتلال يقرر إخلاء أحد أقدم المنازل في القدس
القدس المحتلة - القسطل: تنتهي غدًا الأحد، المهلة التي وضعتها "محكمة" الاحتلال، لإخلاء عائلة "صب لبن" من منزلها في عقبة السرايا بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.
تقول صاحبة المنزل نورا صب لبن (68 عامًا)، إن "محكمة الاحتلال قد أصدرت قرارًا، قبل 20 يومًا، يفيد بإخلاء المنزل، الواقع في عقبة السرايا بالبلدة القديمة من القدس، خلال تاريخ 11 حزيران/يونيو، الساعة 8 صباحًا، لصالح جمعية إلعاد الاستيطانية".
وبحسرة تملأ صوتها، روت صب لبن لـ"القسطل" أن "الاحتلال ينتزع بهذا القرار الجائر كل ذكرياتهم في المنزل، الذي يعتبر من أقدم المنازل في القدس، والشاهد على الحكايات القديمة التي عاشها أهلها في هذا المنزل منذ أكثر من 75 عامًا، قبل النكبة".
ويعود المنزل لأهل الحاجة نورا، من عائلة غيث، ويبعد عن المسجد الأقصى 100 متر فقط، ويحيط المنزل من الناحيتين اليسرى واليمنى منزلان ملاصقان له، يسكنهما المستوطنون، بعد إخلاء المنزلين من أصحابهما الأصليين من عائلة الكركي".
وقالت صب لبن: "نتعرض للاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين القاطنين في المنازل المحيطة بنا، ولكننا نقاوم، ولن نتخلى عنه حتى آخر نفس" مضيفة: "غدّا سأحاول بكل قوتي وإيماني التصدي لقوات الاحتلال، ولن أغادر منزلي بسهولة".
وذكرت أن "زوجها يعاني من الأمراض، ما يزيد الوضع تعقيدًا وصعوبة" مشيرة إلى أنها "تسكن المنزل هي وزوجها وحدهما منذ العام 2016".
تاريخ طويل من التحدي والصمود
تقول صاحبة المنزل أنها منذ 47 عامًا وهي تقاوم المستوطنين، وفي العام 1984بالتزامن مع رصف شوارع القدس، بدأت الحجارة بالتساقط من المنازل في الحي؛ بسبب قدمها، ما تسبب بحدوث شقوق في منزلها، وعندما رأت بلدية الاحتلال الحجارة المطروحة على الأرض، أرسلت لها مكتوبًا يفيد بأن المنزل يشكل خطرًا وعليها ترميمه".
وتابعت بالقول : "حينما بدأت بترميم المنزل، داهمت قوات الاحتلال المنزل وأخبرتها بأنها ممنوعة من الترميم والإصلاح وعليها مغادرة المنزل".
وبعد مدة، قام المستوطنون في الحي بهدم الدرج الواصل للمنزل، وكتبوا عبارات عنصرية على جدران المنزل الخارجية، وقاموا بالاعتداء على أصحاب المنزل عدة مرات، حينها في العام 1998 أصدرت محكمة الاحتلال قرارًا يفيد بإبقاء العائلة في المنزل شرط تصليح كل ما هدمه المستوطنون في المنزل، من درج وأبواب وغيره.
وفي العام 2000 حاول المستوطنون إخلاء المنزل بالقوة، إلا أن هذا الموقف لم يضعف أصحاب المنزل بل ازدادوا قوة، فقاومت العائلة ورفضت الخروج من المنزل، رغم الاعتداء الهمجي المستمر عليهم يوميًا من قبل المستوطنين.
وفي العام 2010 وصلت رسالة من بلدية الاحتلال، لأصحاب المنزل تفيد في فحواها، بأن ملكية المنزل تعود لجمعية إلعاد الاستيطانية، وبعد 6 أعوام من الصمود رغم الاعتداءات اليومية، وافقت محكمة الاحتلال على بقاء العائلة في المنزل مدة محددة تقدر بـ10 أعوام، شرط أن تسكنه صاحبة المنزل وزوجها فقط، أما أبناؤهم الثلاثة: أحمد، ولمى، ورأفت عليهم الخروج من المنزل، والبحث عن سكن بديل، كقرار نهائي.
وطالبت صب لبن جميع الجهات الرسمية الفلسطينية التدخل في قضية الإخلاء، التي تطال الكثير من المنازل المقدسية، من خلال الضغط على الاحتلال لوقف الإجراءات التعسفية والظالمة، داعية جميع الفصائل، والشارع الفلسطيني وكل مكوناته بالتدخل السريع.