أكثر من 20 ألف منشأة مهددة بالهدم..سياسات الإخلاء والهدم تنذر الوجود المقدسي
القدس المحتلة - القسطل: تسعى حكومات الاحتلال المتعاقبة، إلى فرض إجراءات تعسفية وظالمة على القدس، من تهجير وهدم وإخلاء، بهدف تهويد المدينة، وتغيير مظهرها الفلسطيني العام.
يقول رئيس مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري إن "سياسات هدم المنازل وإخلائها في القدس تزداد شراسة وكثافة في الأعوام الأخيرة، وخاصة بعد أن تولت حكومة الاحتلال الجديدة مقاليد الحكم، في سعي لتقليل أكبر عدد من المقدسيين في المدينة وتهجيرهم".
وأضاف الحموري لـ"القسطل" أن "إجراء هدم المنازل في القدس موجود منذ العام 1948، حيث أقدمت حكومات الاحتلال المتعاقبة على هدم قرى كاملة، وتزداد اليوم الوتيرة، تحت ذرائع قانونية".
وكشف أن "في القدس يتم هدم 3 منازل كل أسبوع تقريبًا، وفي بعض الأحيان يتم هدم عشرات المنشآت ليصل عددها إلى 80 منشأة في يوم واحد، مثل ما حصل في وادي أبو الحمص".
وأشار إلى أن "الخطير في الأمر أن لدينا حوالي 23 ألف أمر هدم في القدس تحت قرار المحاكم، ومن الممكن أن يتم تنفيذهم في أي وقت".
واستدرك أن "الخطر الأكبر يهدد الحارات والأحياء السكنية، التي يطمح الاحتلال إلى تهجير كافة سكانها وهدم منازلهم، للاستيلاء عليها وإقامة مشاريع استيطانية فيها".
وأوضح أنه "يوجد حوالي 140 منشأة تم هدمها في القدس منذ بداية العام، بالإضافة إلى 19 حالة إخلاء جارية على المنازل المقدسية".
وأكد أن "الاحتلال ينوي تغيير النهج المتبع في عملية الهدم من الفردي إلى الجماعي في مدينة القدس، لتقليل أكبر عدد من السكان، وتغيير الواقع الديموغرافي، وخاصة في بلدة سلوان المستهدفة".
سياسات الترخيص والبناء
انتهجت حكومة الاحتلال سياسة للمشهد العمراني في القدس تمثلت في إعاقة عملية التطوير والبناء لدى المقدسيين، فنجد أن من شبه المستحيل الحصول على تراخيص البناء، مما يدفعهم للبناء دون ترخيص.
ترفض بلدية الاحتلال في 90% من الحالات إعطاء ترخيص البناء، تحت مبرر عدم حيازة أوراق تملك، وفي حال تم إثبات الملكية، فإن في معظم الأحيان ترفض البلدية البناء أيضًا.
من جهته، يقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب، إن "حكومة الاحتلال تستبيح سياسات إفراغ وهدم المنازل من خلال التلفيق والتلاعب بالقوانين، حيث تضع سياسة عدم إعطاء الترخيص للبناء في حيلة لجعل الهدم قانونيًا".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "لدى الاحتلال بؤرًا استيطانية خطيرة في وسط سلوان، تحديدًا في حي مراغة، كما أن لديه ما يقارب 40% من المساكن التي استولى عليها في وادي حلوة".
وأشار إلى أن "كل سياسات الهدم والإفراغ تصب في مصلحة إقامة المشاريع الاستيطانية، التي يصل عددها إلى أكثر من 10 مشاريع في سلوان وحدها".
وختم بالقول إن "حكومة الاحتلال تعمل على الإخلاء التام والتطهير العرقي، وتصفية الوجود العربي في مدينة القدس".