أعرق المدارس المقدسية على أبواب الإغلاق..ما الذي يجري في "اليتيم العربي"؟
القدس المحتلة - القسطل: قررت إدارة جمعية اليتيم العربي، إغلاق جميع التخصصات باستثناء تخصصين، وإقالة جميع المعلمين من المدرسة، مع بداية العام الدراسي الجديد.
ونظم اتحاد لجان الأمور وهيئة الدفاع عن المدرسة ومؤسسات أخرى وقفة تضامنية؛ للدفاع عن مدرسة اليتيم العربي من الإغلاق والتسريب، ودعت لإقالة رئيس الجمعية في الأردن.
يقول المتحدث الإعلامي باسم أولياء الأمور في القدس، رمضان طه، إن "مدرسة اليتيم العربي في خطر حقيقي يهدد وجود التعليم الفلسطيني، حيث تم فصل جميع المعلمين منها، وجرى تقليص التسجيل على تخصصين فقط، وفي الواقع هو تسجيل وهمي، غير حقيقي؛ لتبعد إدارة الجمعية الاتهامات عن المدرسة".
وأضاف طه لـ"القسطل" أنه "تم تغيير النظام الداخلي لليتيم العربي، بما يتلاءم مع استثمارات داخلية في اليتيم من قبل بعض الأشخاص؛ لاستغلالها من أجل منافع ذاتية".
وأشار إلى أن "مظاهر الاستغلال والتلاعب قد بدأت تظهر على أرض الواقع؛ من خلال تأجير الملاعب الخاصة لبعض الأندية، وهو أمر متدحرج، بالإضافة إلى أن هناك معطيات تدل على أن المصانع والورشات الداخلية للمدرسة يتم إدخال شركات أعمال إسرائيلية عليها تابعة لبلدية الاحتلال، ما يوحي إلى وجود خطر محدق يلوح في الأفق".
وأوضح أن "الوقفات التي تحصل حاليًا، هي من أجل المطالبة بإلغاء فصل المعلمين وإرجاع التخصصات الصناعية كاملة، وضمان حق الطلبة، ووضع أوصياء من أهل القدس المعتبرين؛ لإدارة المدرسة وحمايتها من أي فكرة دخيلة".
وبيّن أن "الأوصياء الموجودين حاليًا بهذه اللجان المكلفة من الأردن والقدس لا يملكون هذه المدرسة، ولا يحق لهم التصرف على أنها أملاك خاصة بهم، وهو أمر باطل وخارج عن القانون، ومرفوض ولا نقبل به".
وقال: "يجب تغيير اللجان الإدارية للمدرسة، وأن يكون هناك لجنة من مقدسيين أصحاب خبرة واختصاص؛ لإدارة هذه المدرسة، وأصحاب أمانة وحق، لا يقبلون بتسريبها وضياعها".
واستدرك أن "إدارة جمعية اليتيم العربي تختلق الأكاذيب وتلفق أمر التسجيل الوهمي للفصل الدراسي الجديد على وجود تخصصين، لا وجود لمعلمين لهم".
مستطردًا بالقول إن"خطة الإدارة هي أن تبين للناس، عن عدم وجود مسجلين للعام الدراسي الجديد، من خلال تعطيلها نظام التسجيل الإلكتروني، وبالتالي إغلاق المدرسة بشكل تام وتحويلها إلى معهد إسرائيلي".
وطالب الاتحاد إدارة المدرسة وكافة المؤسسات الرسمية بالتحرك من أجل، إعادة فتح باب التسجيل الحقيقي أمام الطلاب، من خلال موقع إلكتروني.
وأكدت اللجنة أن "الحكومة الأردنية والسلطة الوطنية الفلسطينية تقع عليهما المسؤولية كاملة، لأن المدرسة قد أسست من خلال تبرعات الشعب الفلسطيني كاملًا، منذ العام 1936، لإيواء وخدمة الأيتام من جميع الوطن".
وأشارت إلى أن "ضياع اليتيم العربي هو خسارة كبيرة للقدس، كونها المدرسة الصناعية الوحيدة في القدس التي تتبع النظام الفلسطيني، وتنشئ أجيال مهنية قادرة على تغطية الشارع المقدسي".
ووجه أولياء أمور الطلبة رسالة: "يجب على الجهات المسؤولة الأردنية والفلسطينية أن تتحمل كافة المسؤولية حول ما يحصل في المدرسة، وعلى عاتقهم إنقاذ مدرسة اليتيم العربي من الضياع والتهويد".
من جهته، يقول الناطق الإعلامي باسم اتحاد المعلمين، أحمد الصفدي، إن "لدى الاحتلال مطامع أخرى أكثر خطورة، وهي السيطرة على أرض مدرسة اليتيم العربي، نظرًا لإطلالتها على مستوطنة «عطروت»، وقربها من المصانع".
وأكد الصفدي لـ"القسطل" أن "على إدارة اليتيم العربي وقف كل إجراءاتها في إغلاق المدرسة، حتى لا تسمح بفرض وقائع جديدة على التعليم الفلسطيني".
وأشار إلى أن "الاستغناء عن مدرسة اليتيم العربي وتحويلها إلى معهد بنظام إسرائيلي، يعني نجاح الاحتلال في السيطرة على منظومة التعليم العربية الفلسطينية".
وختم بالقول إن "مواجهة قرارات الاحتلال التعسفية تجاه التعليم الفلسطيني تحتاج إلى تحرك وطني شامل من قبل مكونات الشارع المقدسي كافة، لتشكيل ضغط على الاحتلال وإجباره على التراجع".
يذكر أن مدرسة اليتيم العربي تقع على أراضي بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، بمساحة 42 دونمًا، تتميز بدمجها بين التخصصين المهني والتقني على مستوى فلسطين، واستقبلت الطلبة من كافة أنحاء فلسطين، وكانت تحتوي أقسامًا داخلية للطلبة الأيتام، وتأسس فرعها الأول في حيفا عام 1948، من قبل لجنة اليتيم العربي، وبعد 1950 تم تأسيس فرعها الثاني في القدس تحت إشراف أردني والمهدد اليوم بالإغلاق.