هل تشكل مشاريع "الهايتك الإسرائيلية" اختراقًا اقتصاديًا في قلب القدس؟
القدس المحتلة - القسطل: مؤخرًا بدأت حكومة الاحتلال تستثمر بمشاريع مضاعفة في قطاع "الهايتك" داخل القدس وتدعم إنشاء "دافئات تكنولوجية" لربط العقول الشابة المقدسية مع نظام الايكو سيستم "الإسرائيلي".
في هذا السياق، تأسست داخل القدس دافئات تكنولوجية وهي مشاريع حاضنة يلتقي بداخلها الشبان الرياديين مع رؤوس الأموال "الإسرائيلية" والعالمية، للعمل على مشاريع عديدة في قطاع "الهايتك".
وقال المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات إن "هناك مشاريع جديدة في القدس، وهي عبارة عن مبادرة تكنولوجية مشتركة ما بين بلدية الكيان برئاسة موشيه ليون وما يعرف بوزير شؤون القدس مئير بروش، تقوم على استثمار 10 ملايين شيقل في الطابق السادس من مجمع تجاري في شارع الصفهاني، بمساحة 100م، على ناصية شارع صلاح الدين في القدس".
وأوضح عبيدات لـ"القسطل" أن "تلك المبادرة تقوم على أساس افتتاح مركز التعليم التقني والتكنولوجي "الهايتك"؛ ليتعلم فيه المقدسيون إلى جانب الإسرائيليين، وهذا المشروع هو امتداد لمخطط وادي السيلكون التهويدي في منطقة واد الجوز".
وأكد أن "علينا أن ننظر لمشاريع دولة الكيان في المدينة ببواطنها وليس بظاهريتها" مشيرًا إلى أنها "تحمل أهدافًا اقتصادية وأمنية وتعليمية بباطنها خبيثة، وتهويدية، أي أن وراء الأكمة ما وراءها".
مستطردًا أنه "مشروع ما يعرف بوادي السيلكون، الذي سيقيمه الكيان في منطقة وادي الجوز، هو مخطط تهويدي مغلف بالاقتصاد والتكنولوجيا" موضحًا أنه "سيتسبب بإغلاق 200 ورشة تجارية وصناعية في المنطقة، كما أن إعلام دولة الاحتلال يتحدث عن مشروع لسد الفجوات اقتصاديًا واجتماعيًا ما بين سكان القسم الشرقي من المدينة والغربي منها، وعن توفير فرص عمل لعشرات الآلاف من السكان العرب في المدينة ضمن خطة خماسية".
وأضاف أن "مشروع وادي السيلكون، سيتم من خلاله إقامة كلية تدريب مهني وقرية تكنولوجية، تحمل مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، أولها الدمج ما بين الجزئين الشرقي والغربي من مدينة القدس المحتلة، بشكل يمنع إقامة دولة فلسطينية، إضافة إلى أن هذه المنطقة ستكون بؤرة استيطانية داخل أحياء استيطانية ضمن برنامج إسرائيلي، ووادي السيليكون هو جزء من تقطيع الأحياء الفلسطينية".
وأكد أن "الاحتلال يسعى لإحداث تغييرات ديمغرافية، وتقليص لأعداد السكان الفلسطينيين مقابل زيادة عدد المستوطنين، وهو الهاجس الأكبر بالنسبة للاحتلال".
وأشار إلى أن "مشروع الهايتك التكنولوجي يشكل اختراقًا اقتصاديًا في قلب المدينة، حيث يترافق مع سعي محموم من بلدية الكيان؛ للسيطرة على الفضاء التجاري في المدينة بالذات البلدة القديمة وشوارعها الرئيسية، من خلال انتشار العديد من المحلات التجارية، صاحبة العلامة التجارية الإسرائيلية".
موضحًا أن "هذه المحلات قادرة على توفير سلع اسرائيلية، بأسعار لا تستطيع منافستها المحلات التجارية العربية، لضعف الاقتصاد الفلسطيني، وهذا قد يفتح المجال لإمكانية سيطرة الكيان وبلديته على الحركة التجارية في المدينة وبلدتها القديمة، وبالتالي انهيار الاقتصاد المقدسي".
وخلال حديثه مع القسطل، رأي عبيدات أنه "ربما نجد مشروع الهايتك قد تمدد إلى البؤرة الاستيطانية، التي تجري إقامتها بالقرب من مقر البريد في شارع صلاح الدين".
واستدرك أنه "في ظل الصراع الدائر على السيادة على المدينة، وفي وقت تغول وتوحش الكيان لحسم الصراع بالقوة وتهويد البلدة القديمة وما يعرف بالحوض المقدس، نشهد تكثيفًا غير مسبوق للاستيطان، بالإضافة إلى الاستيلاء على عقارات وأراضي ومنازل مقدسية".
وبيّن أن "الاحتلال يعمل على كي العقول المقدسية من كافة الاتجاهات، في الجانب العلمي والتقني، والجاري، وها هو يحاول أسرلة وعي الطلبة المقدسيين، وكذلك قيام بلدية الكيان ببناء مدارس بشكل مكثف في القسم الشرقي من المدينة، شريطة أن يتم التعليم فيها وفق المنهاج الإسرائيلي".
وختم بالقول: "هي حرب شاملة تشن على قدسنا، في ظل غياب الوعي وجشع بعض أصحاب المصالح الخاصة، وغياب الموقف الوطني الجامع والموحد، والتخلي الكامل للسلطة عن المدينة، ولكن رغم كل ذلك هذا الشعب لن يرفع الراية البيضاء،.و سيغادرنا كل دعاة هذا النهج والخيار".
وجدير بالذكر أن المخطط يشمل إقامة بنايات ضخمة ستستخدم في قطاع التكنولوجيا و"الهايتيك"، كذلك إقامة حدائق ومكاتب ومبان حكومية. وأظهرت تقارير صحفية إسرائيلية أن المنطقة المهوّدة ستصبح مقرا لشركات تكنولوجيا المعلومات الاحتلالية بشكل يشبه "وادي السيلكون" التكنولوجي في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ويقوم المخطط على أنقاض نحو 200 منشأة تجارية وصناعية بالمنطقة الصناعية في الحي المقدسي وادي الجوز.