الكشف عن مشاريع خطيرة تتعلق ببناء "الهيكل الثالث"
القدس المحتلة - القسطل: عقدت حكومة الاحتلال، اجتماعًا، أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، مع عدد من الجمعيات الاستيطانية، ووقعت على اتفاقيات من أجل مشروع "صنم الهيكل" الجديد.
يقول الباحث المقدسي، جمال عمرو إن "حكومة الاحتلال في الآونة الأخيرة لم تعد تتصرف بسرية ولا بمعزل عن وسائل الإعلام، فهي تعلن عن كل الخطوات القادمة".
وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "الجمعيات اليهودية أصبحت الآن ممثلة في الحكومة ولها وزراء وشرطة وقوة وصوت انتخابي، وأعضاء في الكنيست، وبالتالي باتت الحكومة أسيرة للحركات اليهودية".
وأوضح أنه "على هذا الأساس بدأت المشاريع تزدحم على حساب المسجد الأقصى المبارك، ففي أعقاب 64 حفرية بمحيطه وتحت جدرانه، بات الأقصى متصدعًا وفي خطر شديد" مشيرًا إلى أن "تساقط الحجارة في المصلى القبلي، والمتحف الإسلامي، والتشققات في الرواق الغربي وسقوط الأشجار المحيطة بات خطرًا يهدد صمود المسجد الأقصى".
وأكد أن "التشققات في قبة الصخرة دلالة على أن مشروع الحفريات قد نجح في تفريغ المسجد الأقصى ومحيطه من آلاف الأطنان من الأتربة، التي كانت تسند الأقصى وتحافظ على كينونته وقوته".
وتساءل عمرو، "كيف لحكومة الاحتلال أن تتجرأ وبهذه البساطة أن تدخل 5 بقرات من أمريكا، والتي تنطبق عليها الشروط الموجودة في التوراة، لغرض تقديمها كقربان للتطهر قبل خطوة بناء المعبد؟".
واستدرك أن "هناك مشاريع إضافية أخرى تقوم بها الدولة برعاية نتنياهو، عن طريق أموال جمعت لتحضير آنية الهيكل، ومعهد الهيكل، وتدريب الحاخامات".
واستطرد بالقول إن "التحضير لإقامة معهد ومتحف الهيكل يجري على قدم وساق، من حيث كيفية تقديم القرابين، والذبح والتطهر والصعود إلى جبل الهيكل، وهناك آنية خصيصًا صنعت لهذا الغرض".
وأشار إلى "وجود مشاريع نظرية أيضًا، إلى جانب العملية، عن طريق جمعيات تحمل مجسمات للهيكل، تعدادها يصل إلى أكثر من 50 جمعية توراتية متطرفة، من أجل بناء صنم الهيكل، تنشر المجسمات والخرائط والشروحات وتدخل بالسواح الأجانب إلى المسجد الأقصى المبارك، برعاية حكومة الاحتلال".
وذكر أنه "في ذكرى خراب صنم الهيكل الخميس المنصرم، كان قد صرح وزير أمن الاحتلال، إيتمار بن غفير وهو في باحات المسجد الأقصى «نحن اليهود المتدينين والعلمانيين موحدين، ونحن جميعًا إخوة لدينا هدف واحد وهو السيطرة على هذا المكان»".
وأردف بالقول إن "أمام كل ما يحاول الاحتلال فعله من أجل الانقضاض على المسجد الأقصى إلى جانب ترديد عبارات الكراهية للإسلام وشتم الرسول والعرب، نجد الموقف العربي ضعيفًا جدًا" موضحًا أنها "تستضيف وزراء الاحتلال، وتقوم بعزف النشيد «الإسرائيلي» في المناسبات الرياضية على أرض الإسلام السعودية".
وأكد أن "التطبيع المذل من الدول العربية مع حكومة الاحتلال الإجرامية، هو من جرأ المستوطنين في اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وجعلهم يتمادون للتخطيط في عمل مشاريع تتعلق ببناء «الهيكل الثالث»".
وقال إن "في الوقت الذي منعت فيه البيارق التي تنقل الفلسطينيين لشد الرحال من كافة المدن إلى المسجد الأقصى، نجد أن حكومة الاحتلال تدفع مبالغ هائلة للحافلات؛ لإحضار قطعان المستوطنين يوميًا مجانًا، وخاصة في المناسبات من أجل اقتحام المسجد الأقصى بأكبر أعداد؛ لاستفزاز مشاعر المسلمين".
وختم بالقول: "نحن أمام مرحلة شديدة الخطورة على المسجد الأقصى المبارك، حيث يخطط الاحتلال لإقامة مشاريع من أجل «الصنم الثالث»، في حيث يمنع عمليات ترميم المسجد الأقصى، وهو الآن يعاني من مخاطر الانزلاق والسقوط والانهيارات المتوقعة الفترة القادمة".