موسم "أعياد" عبرية طويل وشهر ثقيل على القدس..هل الأقصى على أعتاب مواجهة شرسة؟
القدس المحتلة - القسطل: بدأت "جماعات الهيكل" المزعوم، بالإعلان عن أكبر موسم لـ"الأعياد" العبرية، خلال شهر "تشري" العبري، أي أيلول/سبتمبر، من أجل تجميع وحشد أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى.
يقول المختص في شؤون القدس، زياد ابحيص: "مع اقتراب موسم الأعياد الطويل الذي تتخذه جماعات الهيكل المتطرفة منصة لتصعيد عدوانها على المسجد الأقصى في كل عام، لا بد في العموم أن نلحظ مجموعة قضايا أساسية بين يدي موسم الأعياد والعدوان".
وحول هذه القضايا، أوضح ابحيص لـ"القسطل" أن "هذا الشهر يشكل موسم الأعياد التوراتية الأطول: إذ يبدأ بيوميّ رأس السنة العبرية، متبوعًا بأيام التوبة العشرة التي تتكثف الاقتحامات فيها أيضًا، يليها عيد الغفران العبري وهو اليوم الأهم والأكثر قداسة توراتيًا، ثم بعده بأسبوع يأتي عيد العرش التوراتي، وهو أحد أعياد الحج التوراتية الثلاثة، التي ترتبط بالهيكل المزعوم، وهو ما توظفه جماعات الهيكل المتطرفة لفرض كافة طقوسه داخل المسجد الأقصى المبارك".
وأشار إلى أن "شهر الأعياد هذا لطالما شكل الموسم الأعتى والأكثر شراسة وخطورة على هوية المسجد الأقصى المبارك، ولهذا فنحن نؤرخ فيه لمجزرة الأقصى عام 1990، ولهبة النفق 1996، وانتفاضة الأقصى 2000، وهبة السكاكين 2015، ما يجعل هذه الأعياد الموسم الأكثر تفجرًا على مدى تاريخ الصراع، خصوصًا إذا ما أضفنا إليها حرب عام 1973 التي انطلقت في يوم عيد الغفران التوراتي".
وأكد أن "هذه الأعياد تأتي هذا العام في سياق ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية، وجماعات الهيكل التي تشكل واجهة هذا التيار في العدوان على المسجد الأقصى المبارك، ما يجعلها مدفوعة بكل السبل لفرض مفاعيل هذا النفوذ غير المسبوق في المسجد الأقصى المبارك".
واستدرك أن "هذا العدوان وسائر الاعتداءات منذ عام 2019 تركز على التأسيس المعنوي للهيكل عبر فرض الطقوس التوراتية، باعتباره الهدف المرحلي الأكثر نشاطًا في هذه الفترة، مع عودة السعي النشط لفرض تقدم في التقسيمين؛ الزماني والمكاني في الوقت عينه، وهو ما يعني محاولة تحويل الأقصى من مقدس إسلامي خالص إلى مقدس مشترك، وهذا العنوان العام لما يمكن أن نشهده من عدوان في الأقصى خلال هذا الموسم".
واستطرد بالقول إن "هناك مقدمات وسوابق بالفعل تشجعهم على المضي قدمًا في ذلك: أولها نجاح شرطة الاحتلال في ضرب عزلة كاملة على الساحة الشرقية للأقصى خلال الاقتحامات، ونجاح جماعات الهيكل بنفخ البوق في الأقصى وتقديم القرابين النباتية فيه على مدى عامين ماضيين".
وعلى المستوى التفصيلي، يوضح ابحيص ما يمكن أن نشهده في كل عيد من هذه الأعياد التوراتية هو التالي: في رأس السنة العبرية: فإن الهدف الأساس سيكون نفخ البوق في المسجد الأقصى وفي جواره مراراً، لإعلان أن الزمان العبري يبدأ منه باعتباره الهيكل المزعوم، وهذا تم على مدى عامين ماضيين ولم يوثق رغم ذلك نتيجة عجز الأوقاف الأردنية عن ممارسة مهامها في الساحة الشرقية للأقصى".
ويضيف أن "أيام التوبة العشرة: من رأس السنة العبرية وحتى الغفران التوراتي؛ تتمثل في اقتحام الأقصى بالثياب البيضاء، لتكريس حضور الثياب التوراتية في الأقصى، وتكريس حضور طبقة الكهنة فيه كذلك، وهي الطبقة التي تقود صلاة اليهود في الهيكل حسب التصور التوراتي".
وحول الغفران التوراتي يوضح ابحيص أن "الهدف فيه محاكاة القربان، وتسجيل رقم قياسي للمقتحمين فيه وفي اليوم التالي له، وكذلك محاولة نفخ البوق في المدرسة التنكزية بعد غروب الشمس مباشرة".
والأخير هو "عيد العرش التوراتي، وتحصل فيه محاولة لإدخال القرابين النباتية إلى الأقصى؛ تعبيرًا عن كونه الهيكل المزعوم، وأن يتم ذلك برعاية شرطة الاحتلال وبأعداد كبيرة، كما أن هذه الأيام تشكل موسمًا سنويًا لرفع أعداد المقتحمين إلى ما يقارب أو يتجاوز 1500 مقتحمٍ يوميًا على مدى عدة أيامٍ متتالية".
من جهته، يقول الباحث المقدسي، جمال عمرو، إن "الاحتلال يستعمل أعياده غطاءً للتصعيد ضد المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك".
وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "هجوم الاحتلال هذا العام غير مسبوق ومسلح، وفيه إمكانات لا حدود لها، أمام شعب أعزل".
وأكد أن "حكومة الاحتلال تصعد من ممارساتها وانتهاكاتها ضد المقدسيين تحت حجة العبادة اليهودية، وما يجري هو ليس مجرد زيادة في أعداد المقتحمين فحسب، بل هناك تصاعد واضح في أداء الطقوس الدينية التوراتية اليهودية علنًا وبحماية مشددة من شرطة الاحتلال".
واستدرك أن "الاعتكاف في المسجد الأقصى هو السبيل الوحيد لمواجهة المخططات الصهيونية في المسجد، وصد الاقتحامات".