مناصرة بين ميلادِ زمنٍ وسط السجون..رجاءٌ في نقطة عِلْم يبصرُ من خلالها الحرية

مناصرة بين ميلادِ زمنٍ وسط السجون..رجاءٌ في نقطة عِلْم يبصرُ من خلالها الحرية
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: نفقد أحيانًا الاستجابة لحالة البكاء من شدة الصدمات ولكننا لا نفقدُ الصراخ. وحين تشتدُّ سطوة الأشياء نصرخ قبل أن نلوذ بالبكاء، وهذا ما حصل حينما اعتقلت قوات الاحتلال "الإسرائيلية" الطفل أحمد مناصرة (13 عامًا) من القدس، عام 2015، وحولته إلى غرفة التحقيق المأساوية، حين بدأ المحقق باتباع أساليب الضغط الأشد إجرامًا، متجاوزًا كل المعايير الأخلاقية والقانونية، حيث كرر له سؤال "اعترف ماذا فعلت" أكثر من عشرين مرة، وحينها اشتدت سطوة المصيبة على أفكار طفل صغير، فصرخ من الصدمة والفزع وكرر عبارة "مش متذكر والله ما عملت شي". 

عاش كل منا طفولته، بينما لم يكن أحمد مناصرة طفلًا عاديًا، بل حولته مأساة وقعت، من طفل إلى شاب كبير يحمل همومًا تهد الجبال.

وتعرض مناصرة منذ اللحظة الأولى للاعتقال للتعذيب والتنكيل والإهانة بطريقة وحشية، ووجه له المحقق الشتائم والألفاظ البذيئة.

ولو كان أحمد الشاب الذي أصبح عمره (21 عامًا) بيننا اليوم؛ لاحتفلت عائلته بتخرجه من الجامعة، ولكنه لم يحظّ حتى بإنهاء الصف السابع بين أهله وأصدقائه، وحرمته حكومة الاحتلال الفاشية من حقه في إتمام علمه وعيش طفولته، فصار ينادي برجاءٍ في نقطة علم ليبصر من خلالها الحرية.

وتواصل إدارة سجون الاحتلال "الإسرائيلية" عزل المعتقل المقدسي أحمد مناصرة في زنازين الانفرادي في سجون الاحتلال منذ عامين كاملين، رغم أن حالته تستوجب أن يكون وسط الأسرى والمعتقلين، وليس معزولا عن كل العالم كما يفعل معه، الأمر الذي من شأنه أن يزيد الأمر تعقيدًا عليه من الناحية الصحية والنفسية والعصبية.

وكشف والد الأسير أحمد مناصرة لـ"القسطل" عن أن نجله يعاني من أوضاع صحية ونفسية صعبة جدًا، جراء خضوعه للعزل الانفرادي.

وقال صالح مناصرة إن "الأسير أحمد مناصرة يقبع في الحبس الانفرادي في سجن الرملة، ويتعرض لأبشع الظروف الصحية والنفسية؛ جراء تعرضه لضغوطات من قبل إدارة السجون، وإجراءات مشددة ومنع تام من الخروج من زنزانته".

وأشار إلى أن "مناصرة بات يعاني من ضعف وصعوبة في النظر رغم صغر سنه، نتيجة حجب أشعة الشمس من الدخول إلى غرفة عزله الانفرادي، كذلك يعاني من حالة رعب وخوف شديدين".

كما تتعمد إدارة السجون إعطاء أحمد أدوية غير معروفة تعمل على إضعاف وإرخاء أعاصبه، ولا يتم الإفصاح عن حالته الصحية والنفسية الدقيقة، كما يحتاج إلى تدخل نفسي عاجل.

ولد أحمد مناصرة يوم 22 كانون الثاني/ يناير 2002 في القدس، وقبل اعتقاله عام 2015 كان طالبا في مدرسة الجيل الجديد بالصف السابع، وكان يبلغ من العمر في حينه 13 عامًا.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: