كتاب "موجوعة".. مولود من رحم الألم داخل السجون للأسيرة إسراء جعابيص
القدس المحتلة - القسطل: صدر في حيفا، كتاب للأسيرة إسراء جعابيص تحت عنوان "موجوعة"، وتم إشهاره اليوم السبت، في معرض فلسطين الدولي للكتاب بسردا.
أعدّ الكتاب المحامي حسن عبادي من حيفا، وتصدّر الغلاف لوحة بريشة الأسيرة، وهي تحمل صغيرها المعتصم بالله.
يحتاج الإنسان إلى أسلحة لمواجهة الألم، فهو لا يرتاح أبدا في وجوده، يسبب له صداعًا مريرًا وتعبًا شديدًا، فيحاربه بالفن والأدب وكل المواهب التي ولدت نتيجة الألم، فالقهر يصنع الإنسان ويفجر الإبداع.
تقول الأسيرة في التصدير: "هذا الكتاب هو باكورة أعمالي من داخل الأسر، لعل صفحاته تنقل معاناة مُنعت من النشر". كما تهدي كتابها إلى مجموعة من المقربين من عائلتها، وإلى الأسيرات والأسرى ممن كان لهم صلة بإسراء داخل السجن.
وأشارت شقيقة الأسيرة، منى جعابيص إلى أن "إسراء إنسانة مفعمة بالحياة والأمل، والكتاب الذي صدر ليروي معاناة إسراء هو واحد من إنجازاتها الكثيرة داخل السجون".
وأضافت جعابيص لـ"القسطل" أن "شقيقتها كانت تعلم الأسيرات الحرف والتطريز والفنون المختفلة، وبعد إنهائها للمرحلة الجامعية، أصبحت تعطي الأسيرات دورات في التنمية البشرية، ما يدل على أنها امرأة مكافحة، قيادية، طموحة، رغم الألم".
وما زالت الأسيرة إسراء جعابيص تعاني من الحروق، التي تغطي أكثر من 60% من جسدها، ولا زالت تعاني من بتر الأصابع، وتتألم من الوضع الصحي، وأجرت عملية واحدة لمفاصل كف يدها اليمنى، وتعيش بوضع صحي صعب متفاقم.
ويذكر أنها تواجه صعوبة في تحريك يديها، وعندما تريد القيام بأي عمل يتطلب جهدًا ولو بسيطا كانت تجرح يدها، وتواجه صعوبة في النوم، وتشعر بقلق شديد طيلة الوقت، كما تسمع الأسيرات صوت أنينها أثناء نومهن؛ من شدة الألم الذي تشعر به في جسدها.
والأسيرة إسراء جعابيص (38 عامًا)، من مواليد جبل المكبر في مدينة القدس المحتلة، أتت الحروق على أكثر من 60% من جسدها ووجهها عقب اندلاع حريق في المركبة التي كانت تقودها في تشرين الأول/أكتوبر عام 2015، بعد أن انفجر بالون الهواء في سيارتها، بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم، فخرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من الشرطة "الإسرائيلية" المتواجدة على مقربة من مكان الحادث إلا أن أفراد الشرطة لم يقدموا لها الإسعاف، لتصبح بين ليلة وضحاها من وجهة نظر الاحتلال "مجرمة"، وتحاكم بتهمة محاولة تنفيذ عملية دعس.