المرابطة أم طارق دعور.. سنوات في سبيل الدفاع عن الأقصى
القدس المحتلة - القسطل يشكّل أهالي الداخل الفلسطيني المحتل الدرع الحامي في الوقوف بوجه المستوطنين للدفاع عن المسجد الأقصى، رغم كل تهديدات ومضايقات الاحتلال.
الحاجة المرابطة أم طارق دعور "٦٠" من مدينة عكا، متزوجة ولديها ٤ أولاد وبنت، قضت سنوات من الرباط والثبات، في ظل الاتهامات والاعتقالات والإبعادات والمضايقات التي تتزايد مرة بعد مرة، حتى أن جنود الاحتلال أصبحوا يعرفون وجهها، ويمنعونها من دخول المسجد الأقصى ويصدرون بحقها قرارات إبعاد متتالية.
تروي لنا الحاجة أم طارق دعور قصتها مع بداية رباطها في المسجد الأقصى المبارك.
تقول: "منذ عام ٢٠١٣ تغير سبب ذهابي إلى المسجد الأقصى، كنت أذهب فقط يوم السبت، وعندما رأيت المستوطنين يصولون ويجولون، أحببت الوقوف والرباط في وجههم".
وأضافت أنها لم تكن تجد حافلات تقلّها للمسجد من داخل مدينة عكا
"أصبحت أبحث عن حافلات في ضواحي عكا، في قرية طمرة وكابول، أجد الكثير من المرابطين ينسقون مع الحافلات للذهاب للمسجد".
وأشارت أنها كانت تعاني من السفر من بلد لبلد للوقوف في وجه المستوطنين، حتى تصل مسافة الطريق أكثر من ساعتين للوصول إلى القدس.
كان أول اعتقال للحاجة أم طارق بتهمة "التحريض"، بسبب كتابتها منشور على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتبت فيه أنها ذاهبة لشد الرحال للمسجد الأقصى؛
"عندما وصلت باب المجلس اعتقلوني وهددوني إذا كتبت عالفيسبوك أي شيء هذا تحريض، واذا حدث أي عملية تكون بسببي!! لأنني بذلك أزيد من حماس الشباب بحسب ادعاءهم" تقول أم طارق.
وواصلت قوات الاحتلال ومستوطنيه التضييق على أم طارق للخروج من بيتها في مدينة عكا، "أحضروا أكثر من ٥٠ مستوطن للوقوف والمرور بجانب بيتي لمضايقتنا، واعتقلوا أولادي".
ورغم كل ذلك تقول أم طارق أنها أصبحت أقوى أكثر وتزداد إصراراً وحباً للرباط في المسجد، " مستعدة لأدافع بروحي عن المسجد". تقول أم طارق بكل حرقة.
وكانت أم طارق تسعى دائما للرباط في مصلى باب الرحمة والمكوث فيه لما يتعرض من اعتداءات، "قبل ما يفتحوا المصلى بيوم عام ٢٠١٧ اعتقلوني أنا وثلة من الأخوات، وأبعدونا عن المسجد ١٥ يومًا وحُرمنا من فرحة افتتاحه، وبعد انتهاء إبعادي أخذت عهدًا على نفسي بالبقاء دائما بمصلى الرحمة، وسميت نفسي خادمة باب الرحمة".
تعرضت الحاجة أم طارق للاعتقال عشرة مرات، وللإبعاد خمسة أخرى، إلا أن كل ذلك لم يثنيها عن الدفاع عن المسجد والوقوف بوجه المستوطنين.
وبالسؤال عن أصعب موقف مرت به أم طارق تقول: "أصعب موقف عندما ضربوني في باب السلسلة عندما دافعت عن ابني ووقعت على رأسي، أيام هبة باب الأسباط".
ورصدت القسطل ملاحقة الاحتلال للمرابطة أم طارق وملاحقتها واقتحام بيتها وتخريبه، وقرارات إبعادها.
وتنهي الحاجة أم طارق حديثها بالقول: "لو ضربونا واعتقلونا لن نترك المسجد الأقصى وحيدا، للظالمين والاحتلال.. وان شاء الله مرابطين ليوم الدين"