23 عامًا على الانتفاضة الثانية .. عندما استغاثت باحات الأقصى بهمم الأبطال
القدس المحتلة - القسطل: اندلعت شرارة الانتفاضة الثانية، عقب اقتحام زعيم المعارضة "الإسرائيلية" آنذاك، آريئيل شارون، يوم الـ28 من أيلول/سبتمبر، عام 2000، باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، بموافقة من رئيس الوزراء حينه يهود باراك. فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.
تجول شارون في ساحات المسجد وقال إن "الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية"، ما أثار استفزاز الفلسطينيين؛ فاندلعت المواجهات وارتقى سبعة شهداء وجرح 250 آخرون، كما أصيب 13 جنديًا إسرائيليًا.
ومن أقرب الذين عاصروا الحدث، ورؤوه أمام أعينهم، هو نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات، وسرد لـ"القسطل" كيف عاش أحداث الانتفاضة الثانية.
وقال بكيرات: "قبل 23 عامًا، يوم الخميس تاريخ 28 أيلول/ سبتمبر، رأيت شارون وهو بين حشود من القوات الحامية له، وعندما وصل أمام المصلى القبلي، ثار المرابطون ورفعوا أحذيتهم وضربوها تجاه شارون، حينها شنت قوات الاحتلال وابلًا من الرصاص والقنابل الغازية تجاه المصلين".
وأوضح أن "قوات الاحتلال قد حاصرت جميع من كان في المسجد الأقصى وأغلقت كافة المداخل لمدة ساعات، حينها حاول المقدسيون خارج الأقصى الدخول عبر القفز من الأسوار".
وتابع بكيرات أن "في يوم الجمعة تجمهر الفلسطينيون من أجل أداة صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، وكان عددهم قد فاق 100 ألف مصلٍ؛ حينها استغلت قوات الاحتلال وجود عدد كبير، فشنوا هجومًا عليهم".
حينها: "اندلعت المواجهات وسقط العشرات على الأرض بين جرحى وشهداء، وتطايرت دماء المصلين في كل مكان كالشلال، وأصبحت باحات الأقصى تستغيث غرقاً من كثرة الدماء
وأشار إلى أن "قوات الاحتلال حينها قد تعمدت إصابة عدد كبير من المصلين في أماكن حساسة كالعين، وأفقدت الكثير أبصارهم، والأقدام؛ متعمدة أن تصيبهم بالشلل وإصابات بالغة صعبة المعالجة".
وشهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن الفلسطينية في الضفة والقطاع، وسميت بانتفاضة الأقصى.
يعتبر الطفل الفلسطينيّ محمد الدرة رمزًا للانتفاضة الثانية؛ فبعد يومين من اقتحام الأقصى أظهر شريط فيديو مشهد إعدام رصاص الاحتلال للطفل البالغ من العمر 11 عامًا، الذي كان يحتمي إلى جوار والده ببرميل اسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.