المرابطة نور محاميد .. الأم والزوجة المدافعة عن الأقصى
القدس المحتلة - القسطل: لم تثنِ عائلة المرابطة نور محاميد "43" عاما ربة بيتها، عن مواصلة الرباط في المسجد الأقصى رغم خوفهم عليها.
المرابطة نور من مدينة أم الفحم بالداخل المحتل، متزوجة ولديها ٣ بنات وولد، أكبرهم ٢٤ عاما، وأصغرهم ثمانية سنوات.
تقول نور إن "حب الأقصى وحب وطني يجريان بدمي، وقلبي لا يتحمل عندما أرى دخول المستوطنين على مكان هو لك، بيتك، كيف تدخل عليه وأنا لا، اذا كنت تريد الوجود فيه فأنا أحق منك".
بدأت المرابطة نور الرباط في المسجد الأقصى منذ ستة سنوات، وتضيف "كنا نتواجد من الصباح الباكر.. من الفجر أو بعد الصلاة حتى يتسنى لنا التواجد وقت الاقتحامات".
وتشير أنها ورفيقاتها يحاولن الدخول من أبواب مختلفة كل مرة حتى لا يضيقوا عليهن.
"كنا نجلس دائما باب الرحمة وقت الاقتحامات، وتحاول الشرطة كل مرة، منعنا من الجلوس هناك".
اعتقل الاحتلال المرابطة نور تسعة مرات مع تحقيق في مركز القشلة، كان آخرها بشهر كانون أول/ ديسمبر الماضي عام ٢٠٢٢، وانتهى آخر إبعاد لها بعد رمضان، عدا عن الاستدعاءات.
تقول: "كانوا يعتقلونا دون سبب محدد، ولكن لمجرد وقوفنا في وجه المستوطنين، وبسبب التحريض بحسب ادعاءهم".
تأتي المرابطة نور ساعتين ونصف سفر مرتين في الأسبوع للمسجد الأقصى وتتحمل مشاق السفر للدفاع عنه إلا أن الاحتلال ينغّص عليهم، "بمجرد أن يرانا الجنود من بعيد يوقفونا ويمنعونا من الدخول للمسجد" تقول نور.
وبالنظر إلى المضايقات المستمرة تقول نور: "أصبح الباص الذي يقلّنا إلى الأقصى متهم وعليه غرامة مالية".
وتؤكد أن الاحتلال يتعمد المضايقة على أهل الداخل المحتل: "قبل سنتين اعتقلوا كل الباص وأخذوه على القشلة".
وتضيف: "أكثر موقف استفزني عندما دخل الأقصى فريق سعودي مطبّع واعتقلوني بسبب احتجاجي على ذلك".
وعن أصعب موقف مرّ عليها تقول نور: "وفي يوم شديد البرودة اعتقلوني بعد أن فتشوا البيت وعاثوا فيه خراباً، كان يوماً صعباً، لا يُمحى من ذاكرتي".
وتختم نور حديثها بقولها: "يعتقد جنود الاحتلال أنهم بإبعادنا عن مسجدنا واعتقالنا سيهبط من عزيمتنا ويذلونا، ولكن بالعكس، كل ما زادت اعتداءاتهم ومضايقاتهم ازددنا قوة وهمة أكثر، وكله بفضل الله"