تحدٍ وصمود في وجه عشرات المشاريع الاستيطانية..أهالي واد الربابة يقطفون الزيتون في أراضيهم المهددة بالمصادرة
القدس المحتلة - القسطل: بدأ صباح اليوم الجمعة، موسم قطف الزيتون في أراضي وادي الربابة بسلوان، بمساندة متطوعين رداً على سرقة المستوطنين لثمار الزيتون من أراضي الحي المهددة بالمصادرة لصالح المشاريع الاستيطانية.
وناشد أصحاب الأراضي، أهالي سلوان بضرورة مساعدتهم في قطف الزيتون، والمشاركة أيضًا في إقامة صلاة الجمعة في أراضي وادي الربابة، من أجل صد المشاريع الاستيطانية، التي تبتلع مساحات كبيرة من الأراضي.
يقول أحد أصحاب الأراضي في الحي، أحمد سمرين، إن "فعالية قطف الزيتون تأتي ردًا على تمارسه سلطة الطبيعة بدعم من حكومة الاحتلال، بإنشاء مشاريع استيطانية على أراضي الحي".
وأشار سمرين في حديثه مع "القسطل" إلى أن "الاحتلال يعمل على تغيير المشهد العام لسلوان والقدس، من خلال مصادرة الأراضي من أصحابها، واستبدالها بمنافع استيطانية".
وقد توجه المقدسيون نذ ساعات الصباح الباكر لأراضيهم في وادي الربابة ببلدة سلوان، وعكفوا على قطف ثمار الزيتون الذي يحاول المستوطنون سرقته.
من جهته، قال الباحث المقدسي، فخري أبو دياب: "تمت مصادرة معظم أراضي وادي الربابة بسلوان بنسبة 90%، وبقية الأراضي التي لم يصل إليها الاحتلال حتى اللحظة، هي في طريقها للمصادرة بلا شك".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "منطقة وادي الربابة، تمثل فيها الأراضي مساحة تقدر بـ 210 دونمات، فيها زيتون يصل عمره إلى أكثر من 800 عام، وهي المنطقة الأقرب للجزء الغربي من القدس، حيث أنها البوابة الغربية لسلوان".
العشرات من المشاريع الاستيطانية التي تهدد الوجه الحضاري لوادي الربابة
ذكر أبو دياب أن "الاحتلال قد أنشأ في الوادي عشرات المشاريع الاستيطانية الخطيرة، التي تهدد البقاء المقدسي فيها خلال مستقبل قريب".
وأردف أن "المشاريع تبدأ من جسر المشاة المخصص للمستوطنين، والتلفريك التهويدي، الذي يبدأ من الجزء الغربي لمدينة القدس، وصولًا إلى وادي ربابة، ثم إلى باب المغاربة والالتفاف نحو المسجد الأقصى".
ولفت إلى أن "هناك حوالي ألف نسمة يقطنون في 100 منزل بالبلدة مهددون بالتهجير الجماعي القريب، بالإضافة إلى روضة أطفال، ومسجد مهدد بالهدم".
وأكد أن "الاحتلال يعمل على إيصال روايات يهودية كاذبة للسواح، بعد أن استولى على عدة دونمات لإنشاء مقبرة، ادّعى أنها مقبرة يهودية قديمة ووضع فيها مقابر وهمية".
واستدرك أن "سلطة الطبيعة قد قامت بإنشاء حدائق تلمودية ومسارات توراتية لمحاكاة حقبة الهيكل، تحت اسم مزرعة الوادي، ووضعت فيها زراعة قديمة، وحيوانات، وشلال مياه؛ لتغيير مشهد وهوية القدس، وجلب المزيد من المستوطنين وخاصة أن هذه المنطقة هي المدخل للأحياء الأخرى في سلوان".
وختم بالقول إن "الهدف من وضع عين الاحتلال على الحي، هو محاصرة المسجد الأقصى، بمشاريع تهويدية، ومنع وحرمان السكان، الانتفاع من الأراضي".
جدير بالذكر أن الاحتلال يمنع أهالي الحي من استخدام أراضي الزيتون للمنفعة، في المقابل يسمح للمستوطنين بأن يقيموا فيها عشرات المشاريع الاستيطانية، وهي ضمن ما يسميه الاحتلال بالـ«حوض المقدس»، وتشمل كل ما هو محيط بالبلدة القديمة، وكل سفوح الجبال التي تطل على المسجد الأقصى المبارك.