زياد ابحيص "للقسطل": اعتداءات الاحتلال في الأقصى سترتد عليهم.
القدس المحتلة - القسطل: أفرغت قوات الاحتلال لجام غضبها في المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد، واعتدت على حراسه وسدنته بالضرب، وفتشت بعض الحراس تفتيشاً عارياً ومنعتهم من استلام مراكز حراستهم، ومنعت الموظفين من الوصول لأماكن عملهم قبل أن تفرغ ساحة الأقصى تماماً وتفتح باب الاقتحام للمستوطنين.
وقال موظف النظافة في المسجد الأقصى مهران الرجبي، إنه دخل إلى المسجد الساعة الثامنة صباحاً، مع عامل آخر، وبمجرد أنهم يقومون بعملهم بتنظيف المسجد تم ضربهم وطردهم منه.
وأضاف: "مذ دخلنا المسجد وبدأن بعملنا لم نكمل الربع ساعة! حتى ضربونا وطردونا من المسجد، لا يريدون رؤيتنا فيه، حتى يتسنى للمستوطنين الاقتحام على راحتهم".
وأكدت شاهدة عيان، أن كل حارس دخل للمسجد تعرض للضرب، ومنع الاحتلال دخول الحارسات إلا ببطاقة الأوقاف، وتم تفتيش النساء على الأبواب، وأصبح المسجد ثكنة عسكرية.
وأما البلدة القديمة، فمنع من دخولها إلا من ثبت عنوانه البلدة القديمة، في الهوية.
كما أكد شاهد آخر أن شرطة الاحتلال أهانت شابة قبل اعتقالها صباح اليوم، بحجة العثور بحوزتها على حبات حلوى، توقع أنها ستوزعها ابتهاجا بمعركة طوفان الأقصى.
الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، قال لـ"القسطل"، إن اعتداءات الاحتلال متوقعة، لأن العسكرية الإسرائيلية دائما ما كانت تنفس عن إحباطها وعن ما تواجهه في الميدان من إخفاقات بأن تستهدف فيه المدنيين والأضعاف الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
وأضاف: "بما أن عنوان المعركة هو المسجد الأقصى، فهي تذهب لتحاول تنفيس عن غضبها في المسجد، واستعراض سيادتها وسيطرتها عليه".
وأكد أنها بمجرد لجوأها لذلك، هو افحاص عن شعور داخلي بأن هذه الهيمنة المؤقتة عن الأقصى مهددة، وبأنها هي التي تدفعهم لهذه المعركة المذلة والمهينة، وبالتالي لا بد من تعميق استعراضها لاستعادة الثقة بالنفس.
وأشار بأن كل هذه الاعتداءات سترتد على الاحتلال: "نحن أمام حالة يمكن القول بأنها حالة نفسية عصبية عند المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، يجرب تنفيسها في المسجد الأقصى وسترتد عليهم وبالاً".
ونوه ابحيص بأن هذا يحمل رسالة، بعدم قدرة الاحتلال على الإدراك بأن قدسية المسجد، ورمزيته هي التي توحد القوى ضدهم، وهي التي تسمح للمقاومة باستجماع عناصر القوة، وبأنها تأتي بعملية بمثل هذا العنوان "طوفان الأقصى"، لأنه الأقصى.
واختتم الحديث بتأكيد ضرورة استمرار هذه المعركة لحين أن يكون هناك تغيير في موازين القوى، يمهد لتحرير المسجد الأقصى.
"إن لم يكن الاحتلال سيرتدع عن العدوان عنه، بإمكان الاحتلال اليوم أن يؤسس معادلة، يرتدع فيها عن العدوان عن المسجد الأقصى، يبقي جنوده خارجه، ينهي فكرة الاقتحام، يتخلى عن حلم التقسيم والاحلال الديني، ما لم يفعل ذلك، سيحافظ على المسجد الأقصى بوابة مركزية للصراع إلى أن يصل إلى نهايته".