ميثاق شرف في عناتا لوقف إطلاق النار في الشجارات والمناسبات
القدس المحتلة - القسطل: أطلق رجال الإصلاح والشخصيات المؤثرة اجتماعيا في بلدة عناتا الواقعة شمال شرق مدينة القدس المحتلة، وثيقة عهد وشرف يلتزم من خلالها بين أهالي البلدة وسكانها بعدم استخدام السلاح في المناسبات والشجارات، على أن تعمم التجربة على قرية حزما ومخيم شعفاط القريبتين.
وجاءت هذه الخطوة بعد معاناة البلدة من الفلتان الأمني واللجوء لحل المشكلات باستخدام السلاح، بالإضافة لكثرة استخدامه في الأعراس، نظراً لغياب تطبيق القانون، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الروتين اليومي للمواطنين، كما يؤكد عدد من رجال الإصلاح في البلدة لـ"القسطل".
وقال رئيس بلدية عناتا طه نعمان الرفاعي في مقابلة مع "القسطل": إن البلدة أصبحت تعاني بشكل متزايد من ظاهرة إطلاق النار، والتي أصبحت مقلقة ومخيفة للسكان. واعتبر الرفاعي أن الوثيقة هي النواة الأولى نحو تضييق نطاق إطلاق النار في المناسبات واللجوء لاستخدامه في المشاكل بين العائلات.
وأوضح أن الحل الوحيد الذي يلجأ له الأهالي هو الحل المجتمعي، بسبب غياب القانون، مشيراً إلى أن عدد سكان عناتا وصل إلى نحو 30 ألف نسمة ولا يوجد بها أي مركز أمني، وهو ما يفسر لجوء الناس إلى رجال الإصلاح.
التنسيق الأمني العائق الأكبر
بدوره قال الأسير المحرر ورجل الإصلاح نسيم حمدان إن الجهود المجتمعية هي الحل الوحيد لحقن الدماء، بسبب عدم قدرة الأمن الفلسطيني على الوصول إلى البلدة دون التنسيق أمنياً مع الاحتلال، وهو ما يعيق وصول الأجهزة الأمنية لساعات. وأشار إلى أن اللجنة القائمة على توقيع الاتفاقية تنسّق بالخصوص مع العائلات والجهات الرسمية. وقال حمدان في مقابلة مع "القسطل": لقد لجأنا في عائلة حمدان والتي تعد أكبر العائلات في البلدة لصياغة ميثاق شرف ينص على وقف إطلاق النار في الأفراح. وأردف قائلا:" لقد اتخذت عائلة حمدان قراراً يقضي بعدم حضور أي مناسبة يتم فيها إطلاق النار، مع تحميل كامل المسؤولية لصاحب المناسبة في حال أصيب أي شخص في المناسبة خاصته. وبيّن أن هناك تجار للأسلحة يتم استئجارهم لإطلاق الرصاص في المناسبات، الأمر الذي أدى إلى اتساع رقعة الظاهرة إلى جانب تسهيل وصول الأسلحة إلى أيدي المواطنين من قبل الاحتلال. وأوضح أن "كل عائلة ستبدأ بمناقشة وتوقيع الميثاق مع أفرادها، وقد وقعت عائلة حلوة وعليان إلى جانب عائلة حمدان على الميثاق، ونحن بصدد عمل اجتماع خلال أسبوعين لدعوة جميع أهل البلد لعمل ميثاق شرف يحافظ على اللحمة الوطنية والشعبية للعيش بأمان". وبيّن حمدان أن البلدة بحاجة لتكثيف حملات التوعية بين السكان بالآثار السلبية التي تنجم عن استخدام السلاح. ويوضح حسين داوود الرفاعي وهو أحد القائمين على مبادرة ميثاق الشرف أن العائلات تفهمت الهدف الأساسي من وضع الميثاق. ونوّه إلى أن توقيع الميثاق سيبدأ من عائلات عناتا ومن ثم الانتقال لمخيم شعفاط ثم القرى المجاورة لعمل ميثاق موحد، للتعاون معاً في القضاء على الفلتان الأمني الذي تشهدها المنطقة. وحصل موقع "القسطل" على وثيقة مقترحة للإقرار تتضمن:- الغاء مفهوم فورة الدم الواردة في القضاء العشائري والعرف والعادة إلغاء تاماً.
- الترحيل في حالة الدم فقط للجاني فقط، وفي حالة الجوار وتلاصق الأبنية فيترك هذا الأمر لأهل الحل والعقد لمعالجة الأمر.
- كل من يشهر سلاحه بوجه أخيه حتى ولو لم يطلق النار عليه دفع عطوة دم كاملة.
- السرقة، كل من يسرق أي نوع فعليه دفع فراش عطوة خمسمائة دينار أردني ورد السرقة مربع بأربع أمثالها.
- ظاهرة الاعتداء على الأعراض، كل من يعتدي على فتاة ويحصل خلاف ويضرب أو يهان فليس له حق.
- حوادث السير: ينطبق على حوادث السير التي يتسبب بها السائقين، سواء كانوا بوضع قانوني أو غير ذلك، إذا كانت السرعة أو المركبة هي السبب، إذا كان السائق قاصرا يتحمل وليه التبعات العشائرية والقانونية.
- الاتجار بالمخدرات، فحكمه من يثبت عليه ويضبط متلبساً وبعد إعلام أهله أن دمه مهدور ويقتل أينما وجد.
- لا تسري البراءة بعد وقوع الجريمة حيث يشترط أن تكون البراءة معلنة بالصحف الرسمية أو المساجد قبل وقوع الحدث بوقت طويل
- إثارة الفتن في المجتمع، وهي فتن الشهوات.
. . .