أرواحٌ علَتْ .. وأجسادٌ تنتظر دفء أرض الوطن

أرواحٌ علَتْ .. وأجسادٌ تنتظر دفء أرض الوطن

القدس المحتلة - القسطل: هو الوجع غير المنسيّ الذي ينخر في الجسد والرّوح، هم القوّة التي يستمدّونها من أرواحهم التي علت إلى السّماء، ولم تنعُم أجسادهم بدفء الأرض والوطن الحبيب الذي ضحّوا من أجله، وجثامينهم اليوم ما زالت تنتظر أن ترقد في قبور حُفرَت منذ سنوات وشهور.

مع آخر شهيد فلسطيني قتلته رصاصات الاحتلال يوم أمس جنوبي العاصمة المحتلة، يصل عدد الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال إلى 324 شهيدًا (منهم 254 شهيدًا في مقابر الأرقام)، من بينهم 70 شهيداً منذ عام 2015 وحتى اليوم.

من بين هؤلاء الشهداء الفلسطينيين المُحتجزين لدى المحتل، هناك عشرة جثامين لشهداء مقدسيين استشهدوا برصاص الاحتلال وذلك منذ عام 1968 وحتى عام 2020، بحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.

الشهداء هم؛ جاسر شتات (1968)،  كامل مزعرو (1986)، نبيل حلبية (2001)، أسامة بحر (2001)، مصباح أبو صبيح (2016)، فادي القنبر (2017)، عزيز عويسات-الأسير الشهيد (2018)، إبراهيم هلسة (2020)، أحمد عريقات (2020)، أشرف هلسة (2020).

شتات هو أقدم الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم. كان مقاتلًا في صفوف الثورة الفلسطينية التي أصدرت قيادتها العسكرية له أمراً بعبور الحدود الأردنية الفلسطينية ضمن مجموعة عسكرية لتنفيذ مهمة قتالية ضد قوات الاحتلال.

تمكنت مجموعته من عبور الحدود وصولاً لمدينة أريحا، ومهاجمة القوة العسكرية المتواجدة قرب قصر هشام، فوقعت معركة استمرت لساعات وأثناء انسحاب المجموعة الفلسطينية بهدف العودة إلى قاعدتهم في الجانب الأردني قامت قوات الاحتلال بقصف طريق الانسحاب بقذائف المدفعية والطيران الحربي، فسقط جاسر شتات شهيداً فيما وقع زميله أبو داود أسيراً وتمكن باقي أفراد المجموعة من إتمام الانسحاب بسلام.

الشهيدان بحر وحلبية من بلدة أبو ديس شرقي القدس، نفّذا عملية مزدوجة بمدينة القدس، أسفرت عن مقتل 11 إسرائيليًّا وجرح أكثر من 190 آخرين، وإثر العملية البطولية.

أما الشهيد مصباح أبو صبيح، قد نفّذ عمليتيْ إطلاق نار في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة (في نقطتين مختلفتين في اليوم ذاته)، مستهدفًا عددًا من المستوطنين والقوات الإسرائيلية عام 2016.

والشهيد فادي قنبر فقد نفّذ عملية دهس بشاحنة في مستوطنة أرمون هنتسيف، المقامة على أراضي بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس، أسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين.

هذان الشهيدان عاقب الاحتلال عائلتهما بشكل كبير عقابًا جماعيًا من هدم للمنازل واعتقال للأبناء والبنات، واستدعاء أفراد العائلتين للتحقيقات، وعدم تسليم جثمانيهما حتى اليوم، حتى صدر آخر قرار من محكمة الاحتلال بنقلهما إلى مقابر معلومة وتابعة للجيش لكن حتى اليوم لا يوجد أي تفاصيل حول الدّفن، وهل فعليًا تم دفنهما حسب القرار أم لا، وذلك حسبما أفادت به سلوى حماد منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء في حديثها لـالقسطل.

وأوضحت أن سلطات الاحتلال ومنذ عام 2015، لا تقوم بدفن الشهداء في مقابر الأرقام، بل في مقابر تابعة لجيش الاحتلال.

أما عن الأسير الشهيد عويسات أُصيب بنزيف حاد وجلطة قلبية نتيجة الاعتداء عليه من قبل قوات القمع في سجن "إيشل" الإسرائيلي عام 2018، ودخل في غيبوبة استدعت نقله بشكل عاجل إلى عيادة سجن الرملة ومنها إلى مشفى أساف هاروفيه، إلا أن حالته الصحية تدهورت أكثر، لينقل بعد ذلك إلى مستشفى تل هشومير بوضع صحي حرج.

أُعيد عويسات إلى مشفى أساف هاروفيه مجددًا، حيث تم الإعلان عن استشهاده. مع العلم بأنه معتقل منذ عام 2014، ومحكوم بالسّجن الفعلي لـمدة 30 عامًا، وهو من بلدة جبل المكبر.

والشهيد إبراهيم هلسة استشهد برصاص الاحتلال العام الماضي، على حاجز الكونتينر الواقع شرقي القدس، بعدما ادّعى الجنود محاولته تنفيذ عملية دهس بمركبته إضافة إلى محاولة الطعن. أما عريقات فقد استشهد على الحاجز ذاته والادّعاء ذاته وذلك في يوم عرس شقيقته.

أما الشهيد أشرف هلسة ارتقى قرب أحد أبواب المسجد الأقصى بعدما تم إطلاق النار عليه عقب طعنه أحد عناصر الاحتلال.

لا تكفّ عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم عن مطالبة الاحتلال باستردادها، لكنّ الأخير يحاول التنكيل بهم ومعاقبتهم على اعتبار أن تلك السياسة ستردع آخرين عن العمل المقاوم ضده، لكنه لا يعرف أن الفلسطينيين ومنذ أن احتُلّت تلك الأرض واغتُصبت من قبل "العصابات الصهيونية" وهُجر آلاف الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم ما زالوا على العهد، يُدافعون عن أرضهم وأرض أجدادهم بكل ما أوتوا من قوّة وعتاد حتى تحرير الأرض والأسرى والثأر للشهداء.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: