وئام علقم تروي تفاصيل المكالمة الأخيرة مع خطيبها الذي قتل في شجار كفر عقب
القدس المحتلة - القسطل: لم تتوقع وئام علقم ابنة "18عاماً" من بيت حنينا في القدس المحتلة، أن تكون "انتبهي على حالك" هي الكلمات الأخيرة التي ستسمعها من خطيبها عدنان الرجبي، الذي بنت معه عمرا من الأحلام، خاصة وأنها اعتادت على مكالمته العابرة، التي يطمئن من خلالها عليها ويشاركها تفاصيل البيت الصغير الذي سيجمعهما قريباً جداً.
في الثاني من الشهر الجاري، تمكّن الرصاص من أحلام وئام وعدنان، فقد أصيب في الشجار، الذي وقع في كفر عقب وتسبب بسقوط 4 ضحايا، وذلك خلال نقله لغرفة النوم إلى الشقة، التي كان من المفترض أن تجمعهما.
تقول وئام لموقع "القسطل" :" قال لي قبل إصابته بربع ساعة انتبهي على حالك، لكني لم آخذ كلماته على محمل الوداع".
تردف علقم :"تلقيت الخبر وعائلتي من قريب لعدنان من عائلة الرجبي، ولم يبلغني أحد أن عدنان فارق الحياة ورحل، كانت أول عباراتي عند سماعي الخبر "معلش شو ما صار، أنا معاه المهم يضل عايش".
وتواصل في سرد فاجعتها برحيله:" ذهبنا إلى منزله في بيت حنينا، وبقيت لمدة 4 ساعات معتقدة أن عدنان مصاب، وبعد ذلك علمت من الموجودين بخبر رحيله".
تصف علقم مرارة الرحيل قائلة:" صدمة أن يكون الشخص على تواصل مع شخص آخر قبل فترة قصيرة من وفاته، صعب أن يختفي إنسان تعودت عليه كل يوم وكل صبح ومساء، صعب أن يختفي ذلك الصوت للأبد".
تقول: "عدنان كان مصمما على إنهاء جميع التحضيرات قبل موعد الزفاف، وبالفعل أنجز كل شيء يخص حفل الزفاف والمنزل وتحضيراته".
وتردف:" كان لديه آمالا بالبدء في حياة جديدة، ويتوق لرؤية فرحة أهله به وهو عريس، ويحلم بإنجاب طفل ليحمل اسم والده الشيخ وليد الرجبي".
وتضيف علقم:" لقد كان شخصا لا يعرف الكذب، تربى على طاعة الله والدين، عاش في بيت من الأخلاق. معطاء وخدوم ويحب الخير للجميع".
وبمرارة الفقد توجه وئام رسالتها للذين يستهينون بدماء غيرهم "أن يضعوا مخافة الله وعذابه بين عيونهم قبل أن يقتلوا إخوتهم".
وتوجه مناشدة للأهالي الذين يرون السلاح بين أيدي أبنائهم ولا يحركون ساكنا بأن يمنعوهم من اقتنائه واستخدامه.
وتختم وئام حديثها بالتأكيد على أنها سعيدة وفخورة بأنها ارتبطت به، وقد رحل شهيدا عند الله.
يذكر أن ولي المقتول عدنان الرجبي تمسك بحقه القانوني في مراسم العطوة العشائرية التي عقدت في الثالث من الشهر الجاري، ورفض الدية عن مقتل ابنه، مع إلزام أهل القاتل بعدم المرور من أمام منزل المقتولين.
وفقدت عائلة الرجبي في الشجار أربعة من أبنائها، وحسب مصادر عائلية أفادت أن القتلى لم يكونوا طرفاً فيه بل تزامن وجودهم مع وقوعه.
. . .