إدارة وقفٍ مشلولة .. وحالةٌ شعبيةٌ سرعان ما تشتعل!

إدارة وقفٍ مشلولة .. وحالةٌ شعبيةٌ سرعان ما تشتعل!

ما أقبح أن تخرج علينا وسائل الإعلام بصور لمسّاحين ومهندسين صهاينة يأخذون القياسات والرسومات للمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، فيا لقبح المشهد.

الاحتلال الطامع بتقسيم المسجد الأقصى المبارك لا يفوته ظرف لإضاعته في سبيل إنهاء التقسيم للأقصى والوصول إلى مبتغاه العقائدي والأيديلوجي المتمثل بإقامه الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة.

تأتي تحرّكات الاحتلال هذه في ظل إغلاق القدس والبلدة القديمة بحجة جائحة كورونا، وأيضًا بالتزامن مع انشغال الساحة المقدسية بالخلافات العائلية وشبه انهيار لمنظومة السلم الأهلي بالقدس، وانشغال الساحة الفلسطينية بملهاة الانتخابات التشريعية رغم عدم الاعتماد المقدسي أو التعويل على الحالة الرسمية الفلسطينية للدفاع عن المسجد الأقصى الذي تخلّت فعلًا عن أي وجود لها لصالح الأردن.

المستغرَب هو أن نرى هؤلاء المهندسين والمسّاحين يصولون ويجولون بساحات الأقصى دون أن نرى أي تحرك من إدارة الوقف الإسلامي على الأقل لعرقلة أعمالهم، بل كان المشهد خاليًا تمامًا من أي وجود لأي مسؤول بالوقف، وهذا ما يدفعنا إلى عدة تساؤلات هامة؛ هل ما جرى صباح اليوم يأتي بالتنسيق والتوافق مع الأردن صاحبة الوصايا وبتفاهمات عربية وفلسطينية تماشيًا مع اتفاقية أبراهام؟. أم أن عدم الوقوف بوجه هؤلاء أتى في سياق الإهمال والتسيّب من قبل إدارة الوقف بمتابعة ما يحصل بساحات المسجد الأقصى من تدنيس؟. ولعل المشهد الذي تناقلته وسائل التواصل لأحد المسؤولين وتعامله الهادئ مع هؤلاء بل وتركهم دون احتجاج ولو شكلي يُفهم منه الكثير!.

لم يعد سرًا القول إن جماهير القدس العظيمة والحالة الشعبية التي تشتعل فجأة مع كل محاولة للنيل من المسجد الأقصى لا تعول ولا بشكل من الأشكال على نصرة الأقصى من قبل النظم العربية أو من قبل الجهات الفلسطينية الرسمية. فمنذ سنوات ونحن بالقدس نخلّع شوكنا بأيدينا، فالاحتلال ومن معه من دول مطبّعة ومتخاذلة موهومون حال ظنوا -خيّبهم الله- بأن بالامكان هدم قبة الصخرة وإقامه الهيكل دون أن يكون الثمن زوالهم جميعًا.

وإن كان هناك من كلمة نختم بها، فتوجه إلى أبناء شعبنا الفلسطيني وإلى ما تبقى من عمقنا العربي والإسلامي مفادها بأن آخر القلاع المتبقية لنا جميعًا هي القدس وقلبها المسجد الأقصى المبارك، فلا تلقوا الله وأنتم منشغلون عنه بما هو أدنى من قيمته العقائدية والتاريخية والسياسية والقضية المركزية ليست لنا وحدنا بل لكل أحرار العالم.

قال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: