20 عاما على اعتقاله.. الأسير المقدسي محمد عبّاد سليل عائلة مناضلة
القسطل - القدس المحتلة: يقبع الأسير المقدسي محمد عبّاد منذ 20 عاما في المنفى القسري، في سجون الاحتلال، فيما يعيش أعمامه في منفى قسري آخر، في بيروت، فلا يسمح لهم بالدخول لفلسطين المحتلة، فقد عملوا في صفوف الثورة الفلسطينية لسنوات وكانوا من أبرز المطاردين لأجهزة أمن الاحتلال لدورهم ومشاركتهم في عمليات لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكأن النضال ضد الاحتلال قيمة متأصلة في جينات هذه العائلة.
ولد الأسير عبّاد في 14 أبريل/نيسان 1979 لأب لاجئ من قرية زكريا التي تقع شمال غرب محافظة الخليل وقد هجر أهلها عام 1949، أما والدته فهي المربية المقدسية ليلى الأنصاري.
أثرت البيئة التي ترعرع فيها الأسير عبّاد في صقل شخصيته وهويته النضالية، والده البروفيسور عبد الرحمن عبّاد، كان الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين في فلسطين حتى وفاته عام 2015، وعمل رئيس دائرة اللغة العربية والثقافة الإسلامية والدراسات الإنسانية بجامعة الأمم المتحدة (كلية العلوم التربوية) التابعة للأونروا في رام الله، وأستاذا بقسم الدراسات العليا بجامعة القدس، وله 39 مؤلفا.
انتمى الأسير عبّاد إلى كتائب شهداء الأقصى مع بداية الانتفاضة الثانية، وشارك في عدد من العمليات ضد أهداف للاحتلال الإسرائيلي، وفي 22 يناير/كانون الثاني 2002 اعتقلته قوات خاصة تابعة لجيش وشرطة الاحتلال، وبعد خضوعه لتحقيق مكثف، حكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن 27 عاما.
تقول عائلته إنه تأثر جدا بفراق والده، وكان عام 2015 بالنسبة له علامة فارقة إلى درجة أنه دائم الحديث والتذكر لمآثر وصفات والده، فلم تتمكن السنين والأحداث وقهر السجن من أن يمحو حزنا يستقر في أعماق قلبه، تترجمه أحيانا بعض الكلمات في رسائل وزيارات السجن.
يعتبر الأسير عبّاد من الشخصيات القيادية في السجون، وقد تم اختياره من قبل الأسرى لكي يكون مشرفا عاما على قسم الأشبال في سجن الدامون، حيث أوكلت له تنظيم حياة وأفكار الجيل الناشئ بالسجون ليكون نواة للعمل الوطني والتحرري. كما ويتمتع الأسير بعلاقات وطيدة مع مختلف الفصائل، إذ شكل على امتداد سنوات اعتقاله عاملا للوحدة بين الأسرى.
. . .