المكتبة العلمية في القدس المحتلة.. هوية فلسطين التي يحاول الاحتلال اختلاسها

القدس المحتلة - القسطل: قبل ما يقارب الثلاثين عاما، تأسست المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين في مدينة القدس المحتلة، تحمل على رفوفها مجموعة واسعة من الكتب في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي تصل تقريبا إلى 90% من كتبها، لتصبح أهم المكتبات الفلسطينية الرئيسية، التي تنحاز للرواية الفلسطينية. وتحتضن المكتبة أيضا العديد من كتب الأطباق الفلسطينية التراثية، وفن العمارة الفلسطيني، والتراث أيضا. كما وتعنى بشؤون الشرق الأوسط وحضارته أدبا وتاريخا، وتحوي تشكيلة واسعة بالعديد من اللغات حول الصراع العربي الإسرائيلي، مثل: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية، وتضم مجموعة من الكتب المختارة من الأدب العربي القديم والحديث، والقواميس، وكتب تعليم اللغات وبالأخص "العربية"، والكتب الإرشادية. وتتميز الكتب المتوفرة بالمكتبة بانتقائها بناء على أعلى درجات البحث العلمي، ونشرها من قبل أشهر وأكبر دور النشر العالمية.

مواكبة العصر

بعدما شهدت المدينة تراجعا في الحركة الثقافية، وقل إقبال المقدسيين على شراء الكتب وقراءتها، كان لا بد من خطة بديلة تعود بالمكتبة لسابق عهدها، لتواكب تقدم حاضرها، وتزداد شعلة دورها اتقادا بدلا من أن تنطفئ. ففي العام 2009، قرر صاحب المكتبة أن يخوض تغييراً يزيد من إقبال الناس على ارتياد المكتبة، لذا تم افتتاح مقهى القدس الثقافي  في المكتبة العلمية، مستنسخا بذلك فكرة أوروبية. وصنف المقهى في المرتبة الأولى على مستوى فلسطين والثالثة على صعيد الشرق الأوسط، وأصبح ملجأ لزوار المدينة وعشاق الكتب، ومزارا للصحفيين والأكاديميين والطلبة والباحثين. لا سيما أن المكتبة تميزت بشموليتها وغنى المحتوى الذي تقدمه في شتى المجالات، خاصة تميزها في توفير أدق التفاصيل الخاصة في الصراع العربي الإسرائيلي، إضافة لتوفير كافة مناحي الحياة الخاصة بالشرق الأوسط من سياسة وتاريخ واقتصاد. ولم تقف المكتبة في تطوير نفسها على إنشاء المقهى وحسب، بل سعت لإقامة الحلقات الثقافية لمناشقة الكتب، وعقد حفلات التوقيع في داخلها، وعرض الأفلام التي تتحدث عن القضية الفلسطينية ومناقشتها، إلى جانب قضايا أخرى؛ لتشجيع الزوار على شراء الكتب بعد مناقشتها مع كاتبها، واستقبال مخرجي الأفلام لإتاحة الفرصة لمناقشتها مع جمهور المكتبة. الرواية الفلسطينية اختير عنوان "الصراع العربي الإسرائيلي" للمقهى، ليحمل رسالة أثيرة تقف في وجه تهويد "الاحتلال الإسرائيلي" للقضية الفلسطينية، فالمكتبة لا تستورد أي كتاب يدعم وجهة نظر الاحتلال، بل تسعى لجلب نقيضه حتى لو كان لكاتب إسرائيلي، في محاولة للوقوف أمام بطش الشركات "الإسرائيلية"، التي تملك حوالي سبعين فرعا، وتتحكم بنوعية الكتب المستوردة والمعلومات التي تصل إلى يد القراء.      

رابط مختصر