يحاربونهم في لقمة عيشهم.. أسرى محررون مقدسيون يكشفون كيف لاحقهم الاحتلال بعد تحررهم

يحاربونهم في لقمة عيشهم.. أسرى محررون مقدسيون يكشفون كيف لاحقهم الاحتلال بعد تحررهم
القدس المحتلة - القسطل: لا يكتف الاحتلال بمعاقبة الأسرى المقدسيين بالسجن ومضاعفة الأحكام وتنغيصات يوم الإفراج، بل ويلاحقهم بعد تحررهم، ويصل الأمر به إلى محاربتهم في لقمة عيشهم وتفاصيل حياتية واجتماعية. يروي الأسير المقدسي والمحرر محمود منى من البلدة القديمة لموقع "القسطل" تفاصيل تسريحه من عمله، فبعد التخرج من جامعة بيرزيت في مدينة رام الله من تخصص اللغة الإنجليزية ودبلوم التربية، صدق منى شهاداته لدى وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، ليبدأ مسيرته المهنية في السلك التعليمي. لم تطل مسيرة منى في السلك التعليمي، ففي اليوم الأول لحصوله على وظيفة مدرس في إحدى المدارس في القدس، باغتته الشرطة في حصته، وطلبت منه مغادرة المكان فوراً، ورغم محاولة منى إبراز أوراقه وشهاداته المصدقة إلا أنها أبلغته أنه لن يتم الاعتراف بها. التحق منى ببرنامج الدراسات العليا، ساعياً للحصول على فرصة عمل في المؤسسات الفلسطينية، كونه الآن ممنوعاً منعاً تاماً من العمل لدى أي مؤسسة تتبع لبلدية الاحتلال. الشيء ذاته تكرر مع الأسير  المحرر رامي الفاخوري من البلدة القديمة والممنوع من العمل لأسباب أمنية بأي مؤسسة تعليمية داخل القدس المحتلة، والتي تتبع في غالبيتها من ناحية إدارية لبلدية الاحتلال بحكم الأمر الواقع. يعمل الفاخوري في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ويتقاضى راتبا متدنيا لا يكفي لالتزامات العائلة في ظل غلاء المعيشة في مدينة القدس. وأوضح الفاخوري لـ"القسطل" أن السبب الرئيسي من العمل في المدارس الفلسطينية هو تمكين المدارس التابعة لوزراة التربية والتعليم الفلسطينية في المدينة المحتلة، كونها أداة في معركة السيادة على القدس. وأردف الفاخوري، أن الاحتلال لم يدعه وشأنه حتى بعد العمل في المدارس الفلسطينية، إذ اعتقلته قوات الاحتلال عدة مرات لفترات طويلة وصل بعضها لمدة عام كامل، إضافة للاعتقال الإداري بلا تهمة. وأشار الفاخوري إلى أن شرطة الاحتلال اتصلت عليه وعلى مدير المدرسة التي يعمل بها عدة مرات لاستدعائه للتحقيق أثناء ساعات الدوام المدرسي، وفي إحدى المرات قال ضابط الشاباك للمدير "مشكلتك إنك مشغل واحد خطر على أمن الدولة فمتى بلزم راح نستدعيه". وقال الفاخوري إنه يتعرض للكثير من التهديد بإيقافه عن عمله ومنعه من التدريس بسبب ملفاته الأمنية، إلى جانب الاستجوابات التي يتعرض لها عما يدرسه للطلاب. ولا تقف تضييقات الاحتلال على الأسرى المحررين في قطاع التعليم وحسب، بل يعاني الأسرى في كافة قطاعات العمل.  ويكشف الطالب في قسم التاريخ والعلوم السياسية بجامعة بيرزيت عبد بربر وهو أسير محرر لموقع "القسطل" أنه اضطر لمغادرة مكان عمله في أحد فنادق مدينة القدس، بعد قيام الإدارة بإبلاغه أن لديه ملف أمني ولا يستطيعون تشغيله لديهم. وبهذا الخصوص عقب المحامي خالد زبارقة في مقابلة مع "القسطل" أن الاحتلال "الاسرائيلي" يمارس الضغوطات والملاحقات على الأسرى السياسيين المقدسيين، في أماكن عملهم ويضيق عليهم مصادر رزقهم، معتبرا أن هذا الفعل بحد ذاته يعد مخالفة قانونية مفهومة ومعروفة. وأكد زبارقة أنه لا يوجد أي سند قانوني وحتى "إسرائيلي" ينص على الاستمرار في ملاحقة أي شخص بعد أن أنهى حكمه، وأي عمل أو ممارسة ضد هؤلاء الاسرى تأتي في سياق سياسة ممارسة العقوبة على الأسرى السياسيين دون أي سند قانوني. وأشار زبارقة إلى أن أي إجراء ضد أي إنسان يجب أن ياخذ قرارا قضائيا لكن ما يتم لمسه هو أن سلطات الاحتلال "الاسرائيلية" وخاصة أجهزة المخابرات تقوم بملاحقة الناس، وممارسة التعذيب النفسي والظلم بحقهم، وملاحقة مصادر رزقهم بدون أي قرار قضائي في ذلك. ولفت زبارقة إلى أنه لا يوجد للأسير الملاحق أي فرصة لرفض أو تفنيد ادعاءات أجهزة الاحتلال، وأن أجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية" في القدس أصبحت تعمل مثل الأنظمة الشمولية، وتمارس الملاحقة السياسية وملاحقة الرأي على خلفية دينية وفكرية.  
. . .
رابط مختصر
bessan

هيئة التحرير

مشاركة الخبر: