بلا عمل لأنه أسير محرر وبلا مأوى لأنه مقدسي.. كايد الرجبي يروي قصته
القدس المحتلة - القسطل: يحاول كايد الرجبي أن يبدأ حياته كل يوم كأي إنسان على هذه الأرض، لكن الحياة في سلوان كشأن باقي المناطق في فلسطين تفرض عليك نظام حياة مختلف كليًا عن باقي البشر، ففي حي بطن الهوى، الواقع جنوب البلدة القديمة بالعاصمة المحتلة، يستيقظ كايد كل يوم فزعًا مُتخيلًا جرافات الاحتلال تهدم منزله الذي تبلغ مساحته 125 متر مربع، ويحتضن أولاده الستة وابنتيه.
بدأت معاناة العائلة منذ خمس سنوات في أروقة المحاكم إلى أن تم البت بأمر الإخلاء في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2019، لتقرر المحكمة إخلاء المنزل بتاريخ 1 نيسان/أبريل من العام الجاري.
اجتهد الرجبي المفصول من عمله تعسفيا من إحدى بيوت رعاية المسنين، بحجة أن أصبح لديه ملف أمني، على إثر اعتقاله من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، في تأمين مبلغ للاستئناف على قرار المحكمة رغم الظروف المادية التي تقاسيها العائلة بسبب فقدان عمل رب الأسرة، إذ باتت تعتمد على الأخ الأكبر في إعالتها.
يقول الرجبي لموقع "القسطل" طلبوا مني في بداية الأمر 20 ألف شيقل، وبعدما قمت بدفع المبلغ طلبوا 70 ألف شيقل، فقمت بجمع الـ 50 ألف المتبقية من أقاربي، وعند ذهابي اليوم للمحكمة وهو اليوم الأخير للاستئناف على القرار، رفضت المحكمة استلام المبلغ، بحجة أنه يجب معرفة من أين حصلت عليه.
ينتكس صوت الرجبي أثناء الحديث، ثم يسترسل:" طلبوا منا كثير يعوضونا مقابل البيت، وفي مستوطنين عرضوا علي البيع، بس إحنا منموت وما منبيع".
يأوي منزل العائلة 27 شخصا، وهو إرث يمتد عمره لـ 55 عاما، ورثه الأبناء عن والدهم، والآن باتوا جميعا ملاحقين من شبح الإخلاء، بزعم أن المنزل تعود ملكيته ليهود من اليمن.
ويوضح الرجبي أن مساحة الأرض المهددة بالإخلاء تصل إلى 5،2 دونمات، ويقطن فيها 87 عائلة فلسطينية باتت أيضا مهددة بإخلاء منازلها.
ويشير الرجبي إلى أن معاناة عائلته مستمرة حتى وهم في داخل منزلهم، وأن المستوطنين الذين يسكنون فوقهم يقومون برمي القمامة عليهم والمياه العادمة، وضربهم بالحجارة أحيانا.
لم يقف الاحتلال عند حدود قطع رزق الرجبي، وتهديد أمنه ومسكنه، بل طالت يده أطفاله الذين تعرضوا ولا زالوا للاعتقالات المتكررة والحبس المنزلي.
. . .