حفريات الاحتلال.. خطوةٌ على طريق هدمِ المسجد الأقصى
القدس المحتلة - القسطل: حذّرت دائرة الأوقاف الإسلامية ومختصون في شؤون القدس مما يحصل أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، إثر حفريات الاحتلال المتواصلة خاصة في ساحة البراق، معتبرين أنها يُمكن أن تكون خطوة على طريق هدم المسجد وإقامة "الهيكل" المزعوم.
الباحث والمختص في شؤون القدس فخري أبو دياب أفاد لـ”القسطل” بأن ما تقوم به سلطات الاحتلال وأذرعها التهويدية في ساحة البراق، هو تغيير واقع المكان، خاصة أنه ملاصق للمسجد الأقصى بل وجزء لا يتجزّأ منه.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تريد إقامة بناء في الساحة لإخفاء هذا المنظر (المسجد الأقصى) وهذا المعلم الذي يدلل على هوية القدس الحقيقية العربية الإسلامية.
إلى جانب ذلك، تقوم سلطات الاحتلال بالحفر أسفل ساحة البراق لإقامة ساحة مماثلة لأداء الطقوس التلمودية، وبالتالي سيتم إنشاء طبقتين، بحسب أبو دياب.
ويو ضح أن الطبقتين ستكونان لأداء الصلوات وإقامة الطقوس التلمودية، إلّا أن الطبقة الموجودة تحت الأرض سيتم ربطها بأنفاق سلوان والنفق الذي سمي بـ”درب الحجّاج” الذي افتتح قبل عامين.
وبيّن أبو دياب أن الاحتلال يريد إقامة مبنى ضخم في هذه المنطقة لوصله بـ”باب المغاربة” بعد أن يتم هدم الجسر الحديدي الموجود حاليًا، بحيث يتكون من عدة طبقات؛ الأولى موقع للصلاة، والثانية لتدريب ما يسمّى بـ”كهنة المعبد”، والثالثة لنزول وصعود ركاب القطار الهوائي، حيث ستكون هذه المحطة الرئيسية للقطار الذي يبدأ من الجزء الغربي في مدينة القدس فوق أراضي واد الربابة وسلوان، وصولًا لساحة البراق.
وأضاف أن الاحتلال لن يكتفِ بذلك، بل سيُقيم ساحة مراقبة لما يجري في المسجد الأقصى، ستكون عبارة عن مطلّة للزوار والسياح.
نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ ناجح بكيرات أوضح لـ”القسطل” أن الاحتلال عمِل على 60 حفرية، خمسين منها في الجهة الغربية -انتهى العمل بها- وعشر حفريات في المنطقة الجنوبية، ما زال العمل فيها جاريًا.
وأشار إلى أن الاحتلال ينقل حفريات الحائط الغربي والتراب الموجود أسفل المسجد الأقصى بشكل يومي، وذلك إلى أماكن غير معروفة، معقّبًا على ذلك بالقول: “إن ما يحضّر من حرب الحفريات للاستيلاء على مواقع في المسجد الأقصى بات حقيقة ولم يعد خيالًا”.
وبيّن أن هذه الحفريات لا تستهدف الوصول للمسجد الأقصى فقط، ولكنها تستهدف 144 ألف متر مربع فوق أكثر من 200 معلم إضافة للحي الإسلامي، وأن هناك العشرات من البيوت التي تشققت وتصدّعت زواياها والجدران التي هُدمت بسبب تلك الحفريات.
وأكد أن هدف الحفريات هو محاولة عزل المسجد الأقصى عن محيطه الفلسطيني وخنقه، ومحاولة لتهويد المكان وجعله ذات قداسة يهودية بدل القداسة الإسلامية العربية.
وقال: “شاهدنا مؤخرًا أن حجارةً تصل لنحو ربع طن تسقط من حائط البراق التاريخي، وهذا يدل على خطر كبير في أن المسجد الأقصى ربما يتهاوى في أي زلزلة وأية ضربة، وهذا المقصود الإسرائيلي، هناك مناداة من قبل منظمات الهيكل المزعوم لهدم قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى وإعادة بناء “الهيكل”، فهل هذه الحفريات هي خطوة على الطريق لهدم المسجد الأقصى؟ أعتقد أن ما تقوم به دولة الاحتلال هو يمهّد لذلك فعلًا”.