عشرون قضت.. الأسير درباس في انتظار حريةٍ بعد 5 سنوات
القدس المحتلة - القسطل: شاء القدر أن يلتقيا معًا في غرفة واحدة وقسم واحد وسجن واحد، بعدما حرمهما الاحتلال لقاء بعضهما لمدة خمس سنوات، كما شاءت الأقدار أن يودّع أحدهما الآخر بعدما أنهى فترة حكمه، ليقضي شقيقه بقية حكمه البالغة 25 عامًا.
اليوم، يدخل الأسير المقدسي حسين درباس (39 عامًا) من بلدة العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، عامه الاعتقالي العشرين على التوالي في سجون الاحتلال.
اعتُقل درباس في السادس من شهر شباط/ فبراير من العام 2002، على خلفية ضلوعه في إحدى المجموعات العســكرية التابعة للجبهة، وبعد سلسلة من التحقيقات معه، حكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن لمدة 25 عامًا.
يُعتبر درباس أحد القادة البارزين للحركة الأسيرة، ولعب دورًا كبيرًا في الدفاع عنهم أمام سياسة إدارة السجون الظالمة، ويحتجزه الاحتلال اليوم في سجن “النقب” الصحراوي.
أحمد هو شقيق الأسير حسين، عام 2013 حكم عليه الاحتلال بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية ومقاومة الاحتلال من خلال عمليات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة، في حينها كان أحمد قد حُرم لمدة خمس سنوات على التوالي من زيارة شقيقه.
لكن لم يتوقّع أحمد أن يقضي فترة اعتقاله في السجن ذاته الذي يحتجز الاحتلال فيه شقيقه حسين، والمفاجأة الأكبر أن يمكث تلك الفترة في ذات غرفة شقيقه. لقاؤهما كان حميميًّا للغاية، عناقٌ طويل وقبلات، شقيقان لم يلتقيا منذ سنوات، ليالٍ طويلة وأحاديث جميلة لا نهاية لها.
لكنّ الأمر كان أكثر معاناة وتعبًا على لوالدتهما لأنّ قطعتين من قلبها باتت في سجن “نفحة”، فكانت تزورهما معًا، فكانا يخفّفان عنها ذلك من خلال المزاح والضحك، وأن هذا المكان لن يدوم، ويومًا ما سيكون اللقاء خارج القضبان.
حسين وبحسب ما أفاد به شقيقه الأسير المحرر أحمد لـ”القسطل” يعاني منذ أكثر من ست سنوات من أوجاع في الظهر وآلام في المعدة، لا تُعالج سوى بالمُسكّنات بسبب سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى الفلسطينيين.
خلال السنوات القليلة الماضية، تمكّن الأسير درباس من إتمام شهادة الثانوية العامة، لكن بسبب تنقّله ما بين سجون الاحتلال لم يستطع استكمال الدراسة الجامعية، وخلال العام الماضي سجّل كسنة أولى في الجامعة لكن توقّف كل شيء بسبب جائحة “كورونا” التي عصفت بالعالم أجمع.
يُبين المحرّر حسين أن آخر زيارة لشقيقه كانت قبل نحو ثلاثة شهور، وأن العائلة تظل بحالة قلق إزاء الأوضاع داخل السجون، وانتشار فيروس “كورونا” بشكل كبير، حتى أن الأسير درباس طلب من والدته ألّا تزوره خلال الفترة الحالية خوفًا عليها؛ بسبب الأوضاع المتردّية، والتي بات يعرفها الجميع من خلال مؤسسات الأسرى.