"العم أبو خالد" أبو غزالة.. رحّالة القدس الذي رحَلَ مودّعًا فلسطين
القدس المحتلة - القسطل: رحل مَنْ كان يُنادي بضرورة زيارة كل أرض في فلسطين، وأن تُعاد الذاكرة لاستحضار أهلنا الفلسطينيين الذين عاشوا في القرى والبلدات التي باتت محتلّة بعدما هُجّر أهلها.
كان ينظّم مسارات وجولات بشكل مستمرّ، فأنشأ مجموعة عبر تطبيق “واتس آب” لضم كلّ من يحبّ الرحلات المعلوماتية والترفيهية والجمالية لأراضينا المحتلة في كلّ فلسطين، فيوثّق كل تلك الجولات بالصوت والصورة عبر صفحته على “فيسبوك”.
هذا الرّحال الفلسطيني المقدسي هو حسّان أحمد أبو غزالة، المعروف بين أبناء المدينة باسم “العم أبو خالد”، توفّي فجر اليوم الإثنين إثر جلطة دماغية، وشُيّع جثمانه بعد صلاة الظهر في المسجد الأقصى المبارك، ودُفن في مقبرة باب الساهرة بالمدينة التي لطالما أحبّها وعشقها.
قالوا عنه بعد رحيله “كان مرجعية أخلاقية وشخصية وطنية وقومية من الدرجة الأولى راسخة صامدة مثل الزعتر والزيتون مزروعة في جبال فلسطين وسهولها وفي قلوب كل من تعرف عليه”.
وقالوا إن أبا خالد رحل تاركاً خلفه أرشيفاً غزيراً من المقاطع المصوّرة التي ربما لم تدع بقعة أو مَعلَماً من أرض فلسطين إلاّ وغطته بأدق التفاصيل”.
وأضافوا “لم نرَ رحالةً كأبي خالد الذي كان يعطينا الكثير من علمه ووقته، وينتقل بنا من موضع لآخر دون كلل أو ملل، ويشركنا في كل كبيرة وصغيرة في إرث هذا الوطن، فتراه يأخذنا في جولة قد تستغرق نهاراً كاملاً موثِّقاً إياها بالصوت والصورة لتصل لكافة أنحاء المعمورة. وهناك مئات المواضع التي يعود له الفضل لتعريفنا بها، ويكفي أن تشاهد مقطعاً قدّمَه لتعلم أن هذا الإنسان رحمه الله لم يتوانَ عن قضاء سنوات طويلة في السير والمطالعة ليقدِّم لنا عملاً توثيقياً ارتجالياً رصيناً عميقاً”.
“كان أبو خالد أحد رموز الإرشاد في فلسطين والذي ترك بصمة ذاكرة في كل مواقع التهجير واللجوء وصدح بكلمات الحق التي أيقظت الغافلين عن التاريخ المسلوب والإرث المنسي في الأرض المباركة”، هذا ما قاله الشيخ المقدسي نور الرجبي.
لم تقتصر جولاته على فئة معيّنة من المجتمع، وإنما كان الصغار قبل كبار السّن يُشاركون العم أبو خالد في جولاته، يستحضر الذاكرة، والشخوص، ويحكي قصصًا من هنا وهناك، لتُحفظ من جديد ويتداولها أهل فلسطين فيما بينهم.