عائلة أبو هدوان.. شيكات مفتوحة ومساومات للخروج من منازلهم يقابلونها بـ"الرفض"
القدس المحتلة - القسطل: “عشت عمري كلّه وأنا أرى محاولاتهم لإخراجنا من منزلنا الذي نسكنه منذ الخمسينيات، شيكات مفتوحة، وفلل جاهزة، المهم أن لا نكون هنا في هذا المكان، لكننا لم نبرح مكاننا، ولن نبرحه”، عصام أبو هدوان.
يسكن عصام وإخوته في منازلهم منذ عام 1957، في منطقة “باب المغاربة” التي تُطلّ على المسجد الأقصى المبارك، وبلدة سلوان، ولم تُفلح كلّ محاولات الاحتلال لإخراجهم منها، رغم كلّ الإغراءات، والاعتداءات والتنكيل من قبل المستوطنين في المنطقة.
توفّي والدهم مؤخّرًا عن عمر ناهز الـ100 عام، كان يدعو أبناءه دومًا إلى التمسّك بحقهم وأرضهم وبيوتهم، وأن لا يتركوها مهما حصل، وذلك بحسب ما أفاد به عصام أبو هدوان في حديثه مع لـ”القسطل”.
ويضيف: “فوق منازلنا يوجد سطح جميل، إطلالته ساحرة، بُنيت عليه أعمدة حديدية منذ سنوات طويلة جدًا، وكان بمثابة مكانٍ لاجتماع العائلة، لأن بيوتنا في المدينة المحتلة صغيرة، ولا تتسّع لاجتماعات العائلة، فقمنا بتقوية الأعمدة الحديدية بأخرى جديدة ووضعنا “شوادر” حولها وذلك منذ نحو عام”.
لم يرُق ذلك لبلدية الاحتلال التي تُلاحق كلّ مقدسيّ في المدينة يحاول أن يرمّم منزله، أو يوسّعه، أو يبني غرفة ولو كانت بمساحة صغيرة للغاية، فسلّمت عائلة أو هدوان إنذارًا بالهدم ومراجعة مكاتبها، وترتّب على ذلك دفع مخالفات أيضًا.
لكن قبل نحو شهر ونصف، وضعت طواقم بلدية الاحتلال للعائلة أمر هدمٍ لتلك “العريشة” (هدم ما وضعوه مؤخرًا من دعائم وشوادر) بحجة عدم الترخيص، وأمهلتهم مدّة 14 يومًا لتنفيذ الأمر “ذاتيًا”، وإلّا ستقوم بهدمها عن طريق طواقمها وعلى العائلة تحمّل تكاليف ذلك عبر دفع عشرات آلاف الشواقل للبلدية.
يقول أبو هدوان: “تلك العريشة كانت كل حياتنا، وروح منازلنا التي لا نستطيع الاجتماع فيها نحن الإخوة السبعة ولا أولادنا، بسبب ضيقها، فكان هذا المكان المتنفّس لنا مع والدنا رحمه الله، وإطلالتها ساحرة، لكنّ الله سيعوّضنا خيرًا”.
هذه محطّة واحدة فقط من محطّات الحياة المرّة التي تعيشها عائلة أبو هدوان في “باب المغاربة”، فبحسب ما رواه عصام لنا، فإن الاعتداءات عليهم وعلى منازلهم من قبل المستوطنين متواصلة، حيث تعرّضوا على مدار السنوات الماضية لاعتداءاتهم من ضرب وتكسير مركباتهم، كما يستذكر حادثة سابقة حينما ألقى المستوطنون الزجاجات الحارقة “المولوتوف” داخل منزلهم، فحرقوا جزءًا منه، ولولا لطف الله لاحترق بشكل كامل.
أمّا عن المساومات لإخراجهم من منزلهم، يقول: “كان الاحتلال يعرض على والدي رحمه الله شيكات مفتوحة، بالمبلغ الذي يطلبه، مع تأمين شقق فاخرة (فلل) لكل واحد من أبنائه، مقابل الخروج، لكنّه رفضها، واستمرّ بذلك حتى توفي، وسنحمل نحن الرسالة، سنصمد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.