انفوغراف - عشر منشآت هُدِمت في القـدس خلال شباط الجاري
القدس المحتلة - القسطل: وثّقت شبكة “القسطل” الإخبارية، هدم عشر منشآت في مدينة القدس المحتلة وضواحيها منذ مطلع شهر شباط/ فبراير الجاري.
ووفقًا للشبكة، فإن عمليات الهدم الذاتي -أي أن على المقدسي أن يهدم منشأته أو بيته أو مصدر رزقه بنفسه- ازدادت بسبب تهديدات الاحتلال للمقدسيين بفرض مخالفات مالية باهظة في حال قامت بلدية الاحتلال بعملية الهدم بآليّاتها، حيث تصل تلك المخالفات لعشرات آلاف الشواقل.
وفقًا لتوثيق “القسطل” فإن آليات الاحتلال هدمت خلال شباط الجاري، ثلاث منشآت على النحو الآتي: منزل قيد الإنشاء في بلدة عناتا، مغارة سكنية في حي الشيخ جراح، منزل في حي رأس العامود ببلدة سلوان.
أمّا عن عمليات الهدم الذاتي، فقد أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيين على هدم منشآتهم بأيديهم، بعد تسليمهم أوامر هدم نهائية وأمهلتهم مدّة قصيرة للتنفيذ وإلّا ستتم مخالفتهم.
وأُجبر المقدسيون على هدم 7 منشآت ذاتيًا؛ منزل ومرآب للسيارات في حي رأس العامود في بلدة سلوان، وبركسات للمواشي في البلدة ذاتها، وغرفة من الحديد والشوادر في منطقة باب المغاربة، وشقتين في بلدة شعفاط، ومنزل قيد الإنشاء في بلدة صورباهر.
أمّا عن التجريف، تستمر ما تسمى بـ”سلطة الطبيعة” التابعة للاحتلال بالاعتداء على أراضي المقدسيين في وادي الربابة ببلدة سلوان، حيث واصلت عمليات التجريف فيها خلال شهر شباط الجاري، إلى جانب تجريف آليات بلدية الاحتلال أرض دير الأرمن بالقدس المحتلة.
يذكر أن بلدية الاحتلال لا تسمح للمقدسيين بالبناء أو توسعة منشآتهم السكنية أو التجارية وتقوم بهدمها بحجة عدم الترخيص، رغم أنها لا تُعطي أي تصريح للفلسطينيين للبناء في مدينة القدس المحتلة.
وفي حال منحت ترخيصًا لأحدهم فإن عليه دفع مبالغ طائلة فقط، قبل أن يضع حجرًا في المنشأة التي يودّ بناءها، مع ذلك يواصل أهل المدينة صمودهم وتحدّيهم للاحتلال، فكلّما هدم لهم الاحتلال بيتًا، بنوا بيوتًا أخرى، دون كلل أو ملل، فالأرض أرضهم.
ورغم أن بلدية الاحتلال بهدمها للمنشآت تشرّد الرجال والأطفال والنساء وكبار السّن، وتهدم ما بنوه في سنوات عمرهم خلال ساعات قليلة، إلّا أنهم يصمدون وينصبون خيمة مقابل بيوتهم المهدّمة رفضًا لسياسية الاحتلال في تهجيرهم قسرًا.
ويُجبر المقدسيّ على هدم منشأته بنفسه رغم تأثير ذلك عليه وعلى أفراد عائلته، مُكرهًا ومُجبرًا على ذلك، فتكاليف الهدم الذاتي أقلّ بكثير من المخالفات التي يُمكن أن تفرضها بلدية الاحتلال عليه في حال نفّذت طواقمها عملية الهدم، فتُحاسبه البلدية على أُجرة العمّال والجنود والقوات الخاصة المدججة بالسلاح، وعمل الجرّافات حسب ساعات الهدم، وبذلك تكون المخالفة على المقدسي عالية لا يستطيع تحمّلها.
وفي أحيان كثيرة، حينما تُباغت طواقم بلدية الاحتلال المقدسيين لتنفيذ عملية الهدم، لا تسمح لهم بإخراج أثاثهم وحاجياتهم وملابسهم، فتهدم المنشأة فوق كلّ شيء، في المقابل عندما يهدم المقدسي بنفسه، باستطاعته تفريغ منشأته أو بيته قبل أيام من هدمه ذاتيًا.
هناك عدد من المقدسيين ممن يرفض بشكل قطعي أن يهدم منشأته ذاتيًا، فيصمد لعدة أيام، وربّما شهور أو سنوات، لكن في نهاية المطاف سيجد نفسه أمام خيارين؛ إمّا أن يهدم بنفسه بعد محاولات عديدة في إيجاد حلول عن طريق محاكم الاحتلال غير المنصفة، أو ستهدم بلدية الاحتلال المنشأة بنفسها.