بات المبنى رُكامًا.. الاحتلال يهدم منازل عائلة عليان بعد شهورٍ من الصمود
القدس المحتلة - القسطل: بدموع القهر والوجع قالت “حسبنا الله ونعم الوكيل.. الله يخلّص حقنا..”، تلك صرخة “أم أمجد” عليان التي شاهدت آليات الاحتلال تنهش منزلها ومنازل أبنائها في قرية العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة صباح اليوم.
رغم كلّ محاولاتهم في الصّمود في منازلهم، إلّا أن الاحتلال يتلذّذ بالتنكيل بالمقدسيين، فعائلة عليان التي رفضت إخلاء منازلها العام الماضي، اليوم بات جميع أفرادها بلا مأوى بعدما هدمت آليات بلدية الاحتلال المبنى ليُصبح ركامًا كأنه ما كان.
العائلة ومنذ يوم أمس بدأت بإخلاء المنزل، بعدما حصلت على قرار مفاجئ من بلدية الاحتلال بهدم المنزل صباح اليوم، كان كالصاعقة عليهم جميعًا، لكن “لم يكن باليد حيلة”، تكاتف حولهم أهل بلدة العيساوية وساعدوهم وساندوهم ووقفوا إلى جانب من أجل إنهاء المهمة في أسرع وقت.
تبلغ مساحة مبنى عائلة عليان نحو 370 مترًا مربعًا، تحوي أربع شقق سكنية لذوي مسؤول حراس المسجد الأقصى المبارك خلال الفترة الصباحية فادي عليان، الذي ما إن يُنهي قرار إبعاد عن المسجد حتى يحصل على غيره من شرطة الاحتلال بشكل كيديّ بسبب دفاعه عن الأقصى.
اليوم باتت عائلة عليان بلا مأوى، فقد كان يسكن في الشقق 17 فردًا بينهم 12 طفلًا، وقفوا اليوم ينظرون كيف قامت تلك الآليات بنهش ذاك المكان، وذكرياتٍ عمرها يزيد عن عشرة أعوام، و”تحويشة العمر” التي وضعوها من أجل تأمين أنفسهم وعائلاتهم.
لم تسمح بلدية الاحتلال لعائلة عليان بالحصول على ترخيص بناء لهذه الشقق، بعد تسليمهم إخطارات بالهدم حتى وصلهم قرار هدم العام الماضي، وخلال شهر آب/ أغسطس الماضي رفضت محكمة الاحتلال تجميد قرار هدم المنازل.
خلال عملية هدم المبنى، اندلعت مواجهات ما بين الأهالي وقوات الاحتلال، حيث أطلقت الأخيرة القنابل والأعيرة المطاطية، ما أدى إلى تسجيل إصابات في صفوف المقدسيين.