استهداف حراس المسجد الأقصى.. حلقة في مسلسل استهداف المقدسات
القدس المحتلة - القسطل: ليس غريبا في قانون وعرف الاحتلال "الإسرائيلي" أن يصبح منزلك الذي يأويك وعائلتك محل ابتزاز ومساومة مقابل وظيفتك التي تعد مصدر رزقك. هذا ما حدث تحديدا مع حارس الأقصى فادي عليان، الذي تحوّل منزله يوم أمس إلى ركام.
وتكشف تسجيلات صوتية لمكالمات بين عليان وضباط من مخابرات الاحتلال، أنهم هددوه بهدم منزله أو التسريع في ذلك، إذا ما استمر في العمل كحارس للأقصى، متهمين إياه بأنه "يثير الفوضى خلال اقتحام المستوطنين للأقصى".
وطالب ضباط المخابرات عليان بالتوجه لشرطة الاحتلال لحل أي إشكال أثناء الاقتحامات وهو ما رفضه في مكالمته معهم، مشيرا إلى أنه موظف لدى الأوقاف، ويأخذ التعليمات من الجهة المخولة بذلك.
يقول عليان في مقابلة لموقع "القسطل" إن استهداف الاحتلال "الإسرائيلي" لحراس المسجد الأقصى ليس بالأمر الجديد، فهو يعمل دائما على إبعادهم عن الأقصى واعتقالهم لثنيهم عن مواصلة العمل فيه.
وأكد عليان أن هدم منزله لن يثنيه عن الاستمرار بالرباط في المسجد الأقصى والثبات في القدس، قائلاً "البيت مش أغلى من دم الشهداء".
وأوضحت عائلة عليان لموقع "القسطل"، أن الاحتلال يسعى لكسر شوكة فادي، وأن هدم المنزل جاء لسبب سياسي بحت، للضغط عليه لترك عمله في حراسة المسجد الأقصى، مشير إلى أن الاحتلال أبعد فادي مرات عديدة عن المسجد الأقصى.
ويضم منزل عائلة عليان الذي يقع في قرية العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، أربعة شقق يسكن فيها 17 فردًا بينهم 12 طفلًا، وقد هدمته جرافات الاحتلال بالكامل يوم أمس.
وقال نائب مدير عام الأوقاف ناجح بكيرات لموقع "القسطل": إن الصراع في مدينة القدس وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك بلغ ذروته في آخر خمس سنوات، فمنذ عام 2015 لغاية يومنا هذا، تشهد المقدسات تصعيدا كبيرا في الاعتداءات "الإسرائيلية"، إلى جانب استغلال الاحتلال لأزمة كورونا كي ينفرد بالمسجد الأقصى.
وأوضح بكيرات أنه سجل في السنة الأخيرة 1750 انتهاك فعلي للمقدسات، عدا عن الاقتحامات اليومية والحفريات التي يقوم بها الاحتلال.
وبيّن بكيرات أن هناك 3 أسباب تكمن وراء استهداف الاحتلال لحراس المسجد الأقصى، أولها وأهمها أنها تسعى إلى ترويض وتخويف الحراس في آن واحد، تثنيهم عن القيام بعملهم، وتروضهم على القبول بدخول المقتحمين وسياسة شرطة الاحتلال داخل المسجد الأقصى.
أما السبب الثاني فهو التنافس الكبير جدا، وصراع السيادة والإدارة في المسجد الأقصى، فشرطة الاحتلال تشعر أن الأوقاف في مدينة القدس التابعة للأردن، والتي يعمل بها حراس فلسطينيون يحملون داخلهم الجذور المقاومة للاحتلال، تنازعها على الإدارة في المسجد الأقصى.
وأشار بكيرات أن الاحتلال يحاول فرض سيادة مطلقة في الأقصى ويحاول إقحام نفسه في الإدارة، بحيث منعت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" العام الماضي دخول 70 حارس تم تعيينهم من وزارة الأوقاف إلى المسجد الأقصى المبارك، وهذا ما يثبت أن الحراس يشكلون الدرع الأول ورأس الحربة في فضح سياسات الاحتلال.
وأضاف بكيرات أن حراس المسجد الأقصى ينازعون الاحتلال على السيادة، فوجودهم في الأقصى وهم يتبعون لهيئة عربية إسلامية، يهدد الاحتلال الذي يريد تغييب دور الحراس والأوقاف والأردن، إذ يريد أن تستلم شرطته السيادة الأمنية والإرادة الكاملة في الأقصى.
وأردف بكيرات أن السبب الثالث الذي يسعى له الاحتلال هو ردع المقدسيين الذين يتبنون نصرة المسجد الأقصى، وإيصال رسالة تهددهم بالاعتقال والإبعاد وهدم منازلهم واعتقال أولادهم.
وقال بكيرات لموقع "القسطل" إن الاحتلال يستخدم سياسة الاقتحامات لأنه يسعى من خلالها لأبعاد وخلفيات عديدة، أهمها إسكات الحراس حتى لا يفضح ما يقوم به المقتحمون من نقل شعائر واعتقادات يهودية، مضيفا أن هناك شعائر وممارسات يحاولون نقلها للأقصى مثل الصلاة وعقد القِران، لذلك لا يريدون وجود الحراس في الأقصى.
وأوضح بكيرات أن الكثير من منظمات الهيكل نجحت بعد مطالباتها بإبعاد الحراس عن المقتحمين، فبعد ان كان يقف الحارس جنب المقتحم، أصبحت شرطة الاحتلال تبعدهم عن المستوطنين مسافة 50 مترا، حتى لا يستطيعون تسجيل مخالفات المستوطنين وانتهاكاتهم.
ولفت بكيرات أن الاحتلال يريد ترويض الحراس لقبول موضوع الاقتحامات التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى تحقيق التقسيم المكاني والزماني، فما الاقتحامات إلى تهيئة إلى تحقيق هذا الهدف، فهو يريد إسكات الحراس بالتالي إسكات أي دور مقاوم أو دور عربي رافض لدخول المقتحمين، بالتالي جعل الاقتحامات أمر طبيعي.
. . .