الزاوية الهندية... معلم مقدسي مجهول رغم أهميته

الزاوية الهندية... معلم مقدسي مجهول رغم أهميته
القدس المحتلة - القسطل: تعد الزاوية الهندية، التي تقع في البلدة القديمة من القدس بالقرب من باب الساهرة، أحد معالم مدينة القدس التاريخية الهامة خصوصاً للسياح القادمين من الشرق، وقد بنيت في الفترة المملوكية قبل حوالي 850 عاماً، وأطلق عليها الزاوية الهندية نسبة للصوفي الهندي بابا فريد شكركنج. يتميز المكان بشكل معماري فريد يحتوي مجمعاً تجارياً ضخماً يتألف من طابقين، ويحتوي كل طابق على رواق كبير وعدد كبير من الغرف وساحة مكشوفة بالإضافة الى المسجد، وبنايات عديدة التحقت بها، وتعود أسطورة وجودها إلى الهندي بابا فريد شكركنج عندما قدم إلى مدينة القدس واعتكف في المكان 40 يوماً في غرفة حجرية تحت الأرض بجوار مسجد كان موجود بالقرب من باب الساهرة وتحول المكان لقبر له، ومن بعد ذلك بات المكان مزاراً للحجيج الهنود القادمين لأداء فريضة الحج في المدينة المقدسة. وارتبط المكان بعد ذلك بالهنود بشكل خاص، وأصبح مقراً يتوافد عليه السياح والسفراء والوزراء الهنود على امتداد عدة قرون، وكانت الزاوية تحت رعاية عائلة الأنصاري بعد أن تسلمت العائلة مسؤولية رعاية المكان منذ تسعة قرون. يختلف شكل الزاوية الآن عما كانت عليه، فبعد العام 1967 تم تدمير أجزاء واسعة من الزاوية الهندية جراء الحرب، وتم إنشاء مقر وكالة الغوث "الأونروا" فيها، واستخدام غرف منها لمدرسة ورياض الأقصى، وأجزاء أخرى تم استخدامها من قبل المقدسيين للإقامة والسكن. ويوضح المؤرخ المقدسي وأستاذ التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت نظمي الجعبة أن للمكان أهمية تاريخية عظمى، وجاء بناء الزاوية وتشكيلها في فترة أسلمة الأماكن في القدس بعد انتهاء الحكم الصليبي عن المدينة،  وأضاف : "في محاولة لاسترداد الهوية التي فقدتها المدينة نتيجة الحكم الصليبي قام الأيوبيون وبمساعدة مجموعات عرقية مختلفة من العالم الإسلامي ومن ضمنها المجموعات الهندية بإنشاء الزاوية". وبين الجعبة لـ"القسطل" أن أبرز التحديات التي واجهت الزاوية الهندية هو انقطاع العالم الهندي لفترة طويلة عن المكان بعد الإحتلال الاسرائيلي للقدس عام 1967 وفقد الجاليات الهندية للموقع، وتسبب ذلك بإفقار الموقع وموارده الاقتصادية مما أدى لتراجع أهمية الزاوية. وتابع: "بعد زوال الإنتداب البريطاني ضعف معرفة الهنود بالمكان، لأن أيام الانتداب البريطاني كانت هناك علاقة قوية للهنود بالمكان، خاصة وأن جزءا من جنود الانتداب البريطاني كانوا من أصل هندي، وبالتالي كانوا على تواصل دائم مع الموقع". وأضاف الجعبة أن الزاوية الآن تواجه تحد استمرار وجود تراثها والحفاظ على هذا التراث التعددي الذي حافظت عليه القدس منذ قرون عديدة، وأردف: " للحفاظ على المكان وازدهاره ينبغي القيام بنشاطات مرتبطة بعلاقة الهنود بالقدس، وكتابات المقالات حول هذه العلاقة وتوثيقها خاصة البعد الصوفي، وتنظيم معارض حول هذه العلاقة، وتأهيل المكان من خلال معلومات كافية عنه، واشارات دلالية عن اسم المكان وتاريخه". وحول الأهمية السياحية للزاوية يقول المرشد السياحي روبين أبو شمسية إنها تعد واحدة من أهم الزوايا التي ظهرت كميزة من ميزات المدينة المقدسة، كونها ذات مساحة واسعة وتاريخ عريق ونشاط لم يتوقف يوماً، ولها سياح معينين. وأضاف: "السياح الذين يأتون للمكان عادة من الهند والباكستان وهو معروف جداً للسياح القادمين من المنطقة الشرقية في العالم، أما السياح القادمين من المنطقة الغربية لا يعرفون المكان ولا يعد مزاراً سياحياً لهم"، وبين أن قلة ارتياد السياح للمكان هو بسبب تحويل جزء منه الى مستوصف صحي من قبل الأونروا ما أدى إلى ضعف استقطابه السياحي. وبين أبو شمسية لـ"القسطل" أن المكان نشط ومفتوح وتقوم العديد من النشاطات فيه بالوقت الحالي عدا يومي الجمعة والأحد، ويمكن التوجه إليه بسهولة والتنسيق مع القادمين له، وتقوم دائرة الأوقاف الاسلامية بترميمات دورية فيه للحفاظ عليه، وأضاف: "يمكن التوجه للإدارة الداخلية للمكان وتنسيق كل ما يتعلق بدخول الأشخاص له".        
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: