القدسُ في شباط .. الانتهاك الأكبر في المسجد الأقصى
القدس المحتلة – القسطل: وثّقت شبكة “القسطل” المتخصصة بشؤون القدس انتهاكات الاحتلال منذ الأول من شهر شباط/ فبراير وحتى الثامن والعشرين من الشهر ذاته في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، من عمليات اعتقال للمقدسيين واقتحام منازل وهدم منشآت، إلى جانب الاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى المبارك من قبل شرطة الاحتلال والمستوطنين.
وما كان لافتًا خلال هذا الشهر الاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى المبارك والتنكيل بمحبيه وروّاده، وإبعاد العشرات منهم عنه لفترات وصلت إلى ستة شهور.
انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى
وفقًا للتوثيق اليومي للشبكة، فإن 2122 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر شباط الماضي، من بينهم ضباط شرطة ومخابرات وطلاب معاهد دينية توراتية، وآخرون موظفون في حكومة الاحتلال وسلطة الآثار ومترجمون، وبعض المجموعات التي تُطلق عليهم شرطة الاحتلال “ضيوفها”.
ومقارنة بشهر كانون ثاني الماضي، فإن أعداد المُقتحمين ازدادت ثلاثة أضعاف، حيث سجّل شهر يناير اقتحام 748 مستوطنًا للمسجد الأقصى.
وتسمح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى خلال فترتين، صباحية ومسائية، حيث تتم الجولات بحماية عناصر من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة المدججة بالسلاح.
ولم تتوقف انتهاكات شرطة الاحتلال في المسجد، حيث تم اقتحام المصلّيات المسقوفة بالأحذية، وتوقيف المصلين في الباحات، وتحرير هوياتهم، إلى جانب تفتيش حقائب المصلين عند الأبواب والتدقيق في هويّاتهم.
وعملت الشرطة على إبعاد حراس المسجد الأقصى عن مجموعات المستوطنين المُقتحمين، وهدّدتهم بالاعتقال في حال اقتربوا منهم، وهذا ما حدث عندما تركت الشرطة مستوطنين يتجوّلون في باحات المسجد كما يحلو لهم، ولم يلتزموا بالمسار المحدّد لجولات الاقتحام.
واعتقل الاحتلال خلال الشهر الماضي 21 فلسطينيًا (مقدسيون ومن الداخل المحتل) من باحات المسجد الأقصى ومصلّياته وأبوابه، ضمن إجراءات التنكيل بهم، ومحاولة تفريغ المسجد.
أمّا عن قرارات الإبعاد بشكل عام، فقد أصدرت سلطات الاحتلال 23 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة والقدس والضفة المحتلة، وفي التفاصيل؛ تم إصدار قرار إبعاد واحد عن الضفة المحتلة، وآخر عن مدينة القدس، أمّا بقية القرارات كانت عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدد تراوحت ما بين أسبوع وستة شهور.
يُشار إلى أن من بين الـ21 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، هناك من تسلّم قراري إبعاد، الأول لمدة أسبوع بشكل مبدئي، والثاني لعدّة شهور.
نقاط التماس مع الاحتلال
سجّلت مدينة القدس وضواحيها 36 نقطة تماس مع قوات الاحتلال وذلك نتيجة الاقتحامات المتكررة للبلدات والقرى إضافة إلى استفزازات المستوطنين واعتداءاتهم على المقدسيين في عدد من الشوارع والمناطق في العاصمة المحتلة.
ووفقًا للتوثيق فإن الطور والعيساوية كانتا الأعلى من حيث نقاط التماس المتكرّرة في العاصمة. ولم يتوقف الشبان عن التصدي لقوات الاحتلال عبر إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية.
وسُجلت نقاط التماس في كل من؛ باب العامود، مستوطنة “التلة الفرنسية”، سلوان، البلدة القديمة، شارع نابلس، مخيم شعفاط وحاجز المخيم، العيساوية، الطور، أبو ديس، كفر عقب، حزما، المسجد الأقصى، مستوطنة” شاعر بنيامين”.
أما عن الإصابات في صفوف الفلسطينيين، فقد أُصيب العشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام الذي تُطلقه قوات الاحتلال في البلدات والقرى التي تقتحمها.
ووثّقت “القسطل” إصابة خمسة مقدسيّين في حادثتين منفصلتين بالرصاص المطاطي في بلدة العيساوية، إلى جانب اعتداء مستوطنين على ثلاثة شبان، واحد منهم تم الاعتداء عليه وهو داخل مركبته، والآخر وهو داخل الحافلة التي يقودها.
وأشارت الشبكة إلى رصد عشرات حالات الاعتقال التي لم تخلُ من الضرب المُبرح والصعق الكهربائي لعدد من الشبان المقدسيين من قبل عناصر الشرطة، ما أدى إلى رضوض في أجسادهم.
اعتقالات متواصلة
ورصدت الشبكة اعتقال قوات الاحتلال نحو 134 فلسطينيًا من مدينة القدس المحتلة وضواحيها من بينهم فتية وأطفال، وذلك خلال شهر شباط الماضي.
وأوضحت أن من بين المعتقلين، ستة من السيّدات والشابات معظمهنّ تم اعتقالهنّ من المسجد الأقصى وعند أبوابه.
ومن بين المعتقلين مَنْ ادّعت شرطة الاحتلال محاولتهم تنفيذ عمليات “فدائـية”، مثل إبراهيم حامد الذي اعتقلته شرطة الاحتلال بعدما اعتدى مستوطنون عليه في القدس وفقد السيطرة على مركبته فدهس مستوطنًا عن طريق الخطأ ما أدى إلى مصرعه.
كما اعتقلت شابًا آخر من حاجز “مزموريا” جنوبي القدس، بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن وهو من بلدة صورباهر جنوبي شرق القدس. واعتقلت شرطة الاحتلال شابًا من بلدة العيساوية شمالي شرق المدينة بعدما ادّعت عثورها على أكواع متفجّرة داخل منزله، كما زعمت العثور على عبوّتين ناسفتين في أحد المنازل ببلدة العيزرية (شرقًا).
الهدم والتشريد والإخلاء
هدمت بلدية الاحتلال وأجبرت على هدم 15 منشأة في مدينة القدس المحتلة وضواحيها خلال شهر شباط الماضي، وشرّدت عائلات كانت تسكين منذ سنوات فيها وتركتهم دون مأوى، ولاحقت خيامهم التي نُصبت بجانب منازلهم المهدّمة.
وسلّمت كذلك بلدية الاحتلال مقدسيين إخطارات بهدم منازلهم ومنشآتهم التجارية بحجة “البناء غير المرخّص”، ضمن سياستها في ملاحقة أهل المدينة، ومحاولة تهجيرهم قسريًا لإحلال المستوطنين مكانهم.
واستمرّت طواقم سلطة “الطبيعة” التابعة لبلدية الاحتلال استهداف أراضي وادي الربابة في بلدة سلوان بالتجريف عدّة مرات.
بلدية الاحتلال هدمت خلال شباط الماضي وأجبرت على هدم كل من؛ منزل في سلوان، مرآب للسيارات في سلوان، منزل قيد الإنشاء في عناتا، مغارة سكنية في الشيخ جراح، غرفة على سطح منزل في باب المغاربة، بركسات في سلوان، شقّتان سكنيّتان في شعفاط، منزل قيد الإنشاء في صورباهر، منزل في سلوان، مبنى مكون من أربع شقق في العيساوية، محلات تجارية في صورباهر.