الاعتداء على المقدّسات .. أسلوب الاحتلال لطرد المسلمين والمسيحيين وإقامة “القدس الكبرى”

الاعتداء على المقدّسات .. أسلوب الاحتلال لطرد المسلمين والمسيحيين وإقامة “القدس الكبرى”

القدس المحتلة - القسطل: أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د.حنّا عيسى، أن اعتداءات الاحتلال على الكنائس الفلسطينية بدأت منذ احتلال الجزء الغربي من مدينة القدس عام 1948، حيث بلغ عدد الانتهاكات حتى اليوم إلى أكثر من 100 على هذه الكنائس، وبالأخص كنيسة القيامة وذلك عام 1967”.

يوم أمس، اعتدى مستوطنون على الكنيسة الرومانية في القدس المحتلة، مُشعلين النيران في مدخل دير الكنيسة، حيث تمكّن الكاهن من إخماد النار، علمًا بأن هذا الاعتداء الرابع خلال شهر على الكنيسة ذاتها من قبل اليهود.

د.عيسى أوضح لـ”القسطل” أن هذه الكنيسة تتبع البطريركية الرومانية، ولها مقر في فلسطين، وقال: “هي كنيسة مفتوحة منذ أن كانت التبشيرات الرسولية تأتي للحج في الأراضي المقدسة في القرون القديمة، ومنذ ذلك الوقت أسسوا لهم كنيسة في مدينة القدس، وأخرى في مدينة أريحا”.

وأشار إلى أن المستوطنين لا يُريدون أن يروا صليبًا أو كنيسة رومانية في فلسطين، ويحاولون الاعتداء عليها بشتى الوسائل والطرق، وهذه هي المرة الرابعة التي يتم الاعتداء على هذه الكنيسة خلال شهر.

وأضاف أن شرطة الاحتلال تعرف الفاعلين من المستوطنين، لكنها لا تفعل لهم شيئًا، فهي “تعتقلهم من باب وتخرجهم من الباب الآخر”، في إشارة إلى تواطئها معهم.

وأكد أن هذه اعتداءات مُبرمجة هدفها الأساس طرد كل المسيحيين من فلسطين، حيث شُكّلت لهذا الغرض جمعية اسمها “لاهافا” على اسم حاخام “إسرائيلي”، أسسها عام 1999، وهدفها هدم الكنائس في البلاد وطرد المسيحيين منها بشتى الوسائل، ومنذ ذلك الوقت وهي تنشط بشكل جنوني، وبالأخص في مدينة القدس المحتلة، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام  1948.

يبيّن الدكتور عيسى لـ”القسطل” أن الاعتداءات “الإسرائيلية” على الكنائس الفلسطينية بدأت منذ احتلال الجزء الغربي من مدينة القدس عام 1948 واستمرت حتى يومنا هذا، وبلغ عدد تلك الاعتداءات أكثر من مائة على هذه الكنائس، وبالأخص كنيسة القيامة عام 1967، حيث قام جنود الاحتلال بتكسير قناديلها والإضاءات والشموع.

وقال إن الاعتداءات الآن على الكنيسة الرومانية ليس بالأمر بالجديد على الإطلاق بل إن “إسرائيل” تسعى لطرد المسيحيين من الأراضي المقدسة، وتهوّد المدينة بالكامل، لإعطائها الطابع اليهودي البحت، وطمس الهوية العربية المسيحية الإسلامية في القدس، وإقامة ما تسمى بـ”القدس الكبرى” على مساحة 600 كيلو متر مربع.

وعن شرطة الاحتلال التي تقف مكتوفة الأيدي حيال تلك الاعتداءات، قال إن هدفها واحد عنصري هي وكافة أذرع الاحتلال، وهو طرد المسلمين والمسيحيين من الأراضي المقدسة، ولهذا السبب نجد اعتداءاتهم متكررة على المساجد والكنائس، من حرق وتكسير أبواب، وهذه اعتداءات مستمرة وشرطة الاحتلال معنية وهدفها واحد طمس الهوية العربية المسيحية الإسلامية في فلسطين التاريخية.

من جهته، أدان رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس الوزير رمزي خوري، اعتداء المستوطنين على مدخل الكنيسة الرومانية في القدس.

وأكد أن تلك الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية سواء في القدس أو الخليل من قبل المستوطنين لا يمكن اعتبارها أعمال فردية، فقد أصبح واضحًا أن هذا العمل ممنهج، لتفريغ القدس خاصة من المسلمين والمسيحيين ولتهويد القدس، وإقامة القدس الكبرى اليهودية التي تسعى حكومة الابرتهايد لها منذ سنوات”.

وتساءل خوري عن دور المجتمع الدولي اليوم والجنائية الدولية والأمم المتحدة من كل ما يحدث، ولماذا كل هذا الصمت أمام كل الجرائم بحق شعبنا، سيما خرق إسرائيل لكل الاتفاقيات الدولية والتي تكفل حرية العبادة وتجرم الاعتداء على المقدسات.

وقال: “أحرقتم المسجد الأقصى منذ سنوات، وأغلقتم كنيسة القيامة، واستبحتم حرمة باحات الأقصى واعتديتم على المصلين، وفِي ساحة كنيسة القيامة تعرضتم للرهبان ورجال الدين، ورغم ذلك، ستبقى القدس لنا بكنائسها ومساجدها، ولن نتوانى يومًا عن حمايتها، وحماية وجودنا المتجذر والمتأصل فيها”.

  • صور من الاعتداءات السابقة على الكنيسة الرومانية..

 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: