"موت شبه يومي".. نقص أكسجين وشرائح فحص في بلدات شمالي غرب القدس

"موت شبه يومي".. نقص أكسجين وشرائح فحص في بلدات شمالي غرب القدس

القدس المحتلة - القسطل: ماذا يحصل في شمالي غرب القدس؟ وماذا عن الحالة الوبائية ونقص الأكسجين وموت المرضى وهم في طريقهم للعلاج بسبب الحواجز المُعيقة وعدم توفّر الأكسجين؟. إن بلدات شمالي غرب العاصمة مصنّفة على أنها مناطق “حمراء” بحسب الحالة الوبائية بسبب انتشار فيروس كورونا فيها.

كان لـ”القسطل” حديث مع رئيس بلدية بدّو سالم أبو عيد الذي أوضح أن الوضع كارثي بسبب عدم توفّر الأكسجين اللازم لمرضى كورونا في بلدات شمالي غرب القدس.

وأضاف أن الإصابات في تلك البلدات يومية، ما استدعى تصنيفها على أنها “حمراء”، لافتًا إلى أن الحالات النشطة في قرية بدّو بلغت 37 حالة، معظمها من الطفرة البريطانية.

وأكّد أن الناس في شمالي غرب القدس بدأت تخشى ذاك الفيروس بسبب حالات الوفيات شبه اليومية، فالمنطقة موبوءة والإصابات يومية ومتزايدة، وهذا بسبب من عدم الالتزام من قبل السكّان.

قد تكون مُصابًا وتُريد الاطمئنان على نفسك وعائلتك، وما إن تصل إلى مركز بيرنبالا -بلدات شمالي غرب القدس تُعالج فيه- قد لا تجد شرائح فحص فيروس كورونا، أو قد يُحالفك الحظ ويأخذ الطاقم الطبي منّك عينة لفحصها، وفي اليوم التالي يُمكن أن يبلّغوك بأنها “لم تنجح”.

هذا ما قاله تماماً رئيس بلدية بدّو، موضحًا، أن هناك نقص كبير شرائح الفحص، وقد ينتظر الشخص لساعات طويلة كي يتم أخذ عيّنة منه، وأكد: “في قسم من الناس بروح يفحص، وتاني يوم بحكوله ما زبطت العيّنة! وهذا صار مع بنتي”.

أما عن المرضى الذين هم بحاجة لعناية مكثّفة، فوضعهم مأساوي بحسب أبو عيد الذي أكد مرارًا على نقص الأكسجين حتى اضطرت البلدية إلى فتح باب التبرّع بأجهزة أكسجين، تُقدّم للمرضى الذين هم بحاجة ماسّة له، ويتم تزويدهم بها في بيوتهم.

وعن سبب فتح باب التبرّع، قال إن السلطة الفلسطينية غير قادرة على تزويد بلدات شمالي غرب القدس بسبب النقص في المشافي الرئيسية، لافتًا إلى أن مولّد الأكسجين الخاص بمشفى رام الله، تم نقله إلى مشفى “هوغو تشافيز” ومرضى كورونا.

أهل الخير في بدّو تبرّعوا بستة أجهزة للأكسجين منذ بدء حملة التبرّع، لسدّ حاجة المرضى الذين يعانون بشكل كبير إثر إصابتهم بفيروس كورونا.

لكن ماذا عن سيارت الإسعاف في تلك المناطق؟ يقول أبو عيد لـ"القسطل" إن سيارات إسعاف شمالي غرب القدس تعاني أيضًا من نقص في الأكسجين، تحمل المريض من بلدة لأخرى وقبل أن تصل إلى المشفى أو إلى المركز الطبي تكون الأنبوبة قد انتهت، ولا يوجد أماكن لتعبئتها.

من جهة أخرى، يعاني أهالي البلدات من حاجز “النفق” الإسرائيلي الذي يعرقل وصول المرضى للمراكز الطبية والمشافي. يقول أبو عيد: “خسرنا العديد من الأحباب والأصدقاء بسبب عرقلة جنود الاحتلال والتفتيش والتنكيل، واضطرارنا أحيانًا إلى الذهاب من طرق التفافية أطول”.

طالب أبو عيد المحافظة وعدد من المؤسسات بدعم البلدات الواقعة شمالي غرب العاصمة بمولد للأكسجين قيمته تصل ما بين 40 إلى 50 ألف دولار، لكن “لا ردود”، ما استدعى حملة التبرع بالأجهزة.

كما طالبت المجالس المحلية لتلك البلدات بتحويل مركز بيت عنان إلى مركز حكومي وطوارئ لخدمة سكان المنطقة، لكن السلطة غير مستجيبة، متذرعة بعدم قدرتها على التشغيل.

وأكد أن محافظة القدس ووزارة الصحة والحكومة الفلسطينية يعيشون حالة من الإرباك والتخبّط لا يُمكن الخلاص منها إلا بانتهاء الأزمة في العالم.

يُشار إلى أن عدد الإصابات في ضواحي القدس بلغ منذ بدء انتشار فيروس كورونا في فلسطين المحتلة إلى 8635، أما عن الحالات النشطة فهي 1047 حالة، والوفيات ارتفعت إلى 71، أما حالات التعافي من الفيروس فبلغت 7517 حالة.

وفي السياق قال مدير صحة القدس إن الصحة تقدم الرعاية الصحية على أكمل وجه، إذ يتراوح عدد الفحوصات في ضواحي القدس من 500 إلى 600 فحص بشكل يومي، إضافة إلى إجراء الجولات الميدانية حيثما أمكن، ولكن تبقى الفجوة بعدم وجود مستشفيات لاستيعاب المرضى.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: