“سنشدُّ عضدكَ بأخيك”.. 400 ألف شيقل تبّرعات أم الفحم لعائلة حارس الأقصى عليان

“سنشدُّ عضدكَ بأخيك”.. 400 ألف شيقل تبّرعات أم الفحم لعائلة حارس الأقصى عليان

القدس المحتلة - القسطل: “خمسة شواقل” من طفلين فلسطينييْن يسترزقان من وراء بيع الحلويات، هما أحوج إليها بالتأكيد، لكنهما قدّماها ضمن حملة التبرّعات التي انطلقت من أم الفحم لعائلة عليان التي هدم الاحتلال منزلها قبل أيام، وشرّد 17 فردًا معظمهم من الأطفال.

فكّر هذان الطفلان في غيرهما حينما قدّما الخمسة شواقل، فكّرا أن أطفالًا بعمرهما قد كانوا بالأمس في بيوتهم، يلعبون في حديقتهم، واليوم باتوا بلا مأوى، فهذا القليل قيمته كبيرة جدًا، ولربّما شجّعت تلك الخطوة آخرين على مساعدة من كان الاحتلال سببًا في تهجيرهم وتشريدهم من بيوتهم.

فالاحتلال لا يكفّ عن ملاحقة المقدسيين، وهدم بيوتهم بشكل شبه يومي، تحت حجج البناء “غير المرخص” أو “غير القانوني”، ورغم أن تلك العائلات تُحاول بشتى الطرق أن ترخّص منازلها إلّا بلدية الاحتلال ترفض ذلك، لنسف الوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة.

“منذ أن هدم الاحتلال منزل عائلة عليان في بلدة العيساوية شمالي شرق القدس، شعرت بضيق كبير وغضب، ما الذي فعلته تلك العائلة كيف تُشرّد بهذه الطريقة؟.. ماذا سوى أن ابنها فادي أحد حرّاس المسجد الأقصى، كان مُدافعًا عنه متصدّيًا للمستوطنين المُنتهكين لحرمته”، يقول الشاب سعيد جبارين من أم الفحم.

ويضيف لـ”القسطل” أن هذا الغضب ولّد لديه فكرةً سرعان ما شجّعته عليها شخصيات من مدينة أم الفحم، التي أظهر أهلها أنهم سبّاقون للخير، عبارة عن حملة تبرّعات لمساندة عائلة عليان، ومساعدتهم على الحصول على منزل يؤويهم جميعًا.

لم يكن ما حصل معهم سهلًا، فمُصابهم جلل، ففي ليلة وضحاها كانوا يعيشون في مبنى، تسكن فيه معهم آمالهم وذكرياتهم، وباتوا اليوم بلا مأوى، لكن صدق الله العظيم حين قال “سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ”.

يوضح جبارين أنه تم النشر عبر بعض المجموعات عن هذه الحملة، التي لاقت ترحيبًا في البداية من قبل العديد من الشخصيات المعروفة والنشطاء في مدينة أم الفحم.

وبالفعل، بدأت حملة التبرعات في المدينة على أن يتم جمع مبلغ 30 ألف شيقل، لمساعدة العائلة التي ستقوم بدفع تكاليف هدم بلدية الاحتلال، وسيستأجرون منازل لهم، وتم وضع نقطتين لجمع الأموال في المدينة.

يقول جبارين: “انهالت علينا الاتصالات من قبل أهل الخير الذين يريدون المساعدة ليس فقط من أم الفحم ولكن من العديد من مناطق الداخل المحتل لكنّنا اعتذرنا بسبب المسافات البعيدة وكثافة الاتصالات، واكتفينا بجمع التبرعات من أم الفحم”، لافتًا إلى أن المبلغ الذي تم تحصيله خلال ساعات قليلة فقط من بدء الحملة هو 30 ألف شيقل”.

ويشير إلى أنهم استخدموا العديد من الطرق لتحصيل التبرعات، سواء من خلال نقاط محددة، أو مندوبين، كما انطلقت سيارة لجمع التبرعات، حتى تمكنوا من جمع مبلغ 400 ألف شيقل من أهل الخير في أم الفحم.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: