بعد مخطط تحويل القصر لكنيس.. أذرع الاحتلال تخطط لإنشاء حدائق توراتية في كرم المفتي
القدس المحتلة - القسطل: اقتحمت طواقم من بلدية الاحتلال اليوم الأحد، كرم المفتي في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، لبدء العمل في إنشاء حدائق توراتية.
وأوضح المقدسيّ محمود صالحية لـ”القسطل” أن طواقم من سلطة الآثار “الإسرائيلية” وبلدية الاحتلال وطواقم من شركة “موريا” وعناصر الشرطة، اقتحمت كرم المفتي صباح اليوم، مُحاولة الشروع بأعمال تمهيدية لإنشاء حدائق توراتية.
وأضاف أن طواقم “سلطة الآثار” شرعت فعليًا في العمل، مدّعية بحثها عن “آثار” في المكان قبل البدء بعمل ملاعب ومتنزهات تخدم المستوطنين بحسب الخارطة التي تم عرضها اليوم واطّلع عليها صالحية.
وأكد أنه سيتم مصادرة 32 دونماً من المساحة الكلية لكرم المفتي بغية إقامة تلك الحدائق التوراتية.
وبعد طرد طواقم الاحتلال من قبل الفلسطينيين صباح اليوم، أشار صالحية إلى أن المحامين بدأوا بالعمل على استصدار قرار بوقف التنفيذ والعمل من قبل البلدية وشركة “موريا” في كرم المفتي، وذلك من قبل محكمة الاحتلال، حيث من المتوقع الحصول على القرار خلال اليومين القادمين.
تاريخيًا..
مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، لم يتمكن من الإقامة في قصره الذي شيّده ليكون مقرًا له عام 1930 في حي الشيخ جراح، جراء ملاحقته من قبل قوات الانتداب البريطاني. وفي الثاني من تموز 2009 أقرت لجنة التراخيص مخططًا لإصدار رخص بناء لـ20 وحدة استيطانية في الموقع.
وخلال عام 2011، كشفت حركة السلام الآن اليسارية “الإسرائيلية” النقاب عن بدء العمل بإقامة 20 وحدة استيطانية في الموقع كمرحلة أولى من مخطط واسع لبناء 390 وحدة استيطانية، مكان فندق “شيبرد” لحساب عرّاب الاستيطان في القدس المليونير اليهودي الأمريكي ايرفينغ موسكوفتش.
وأضافت الحركة حينها أن هذا المخطط هو جزء من سلسلة استيطانية يجري المستوطنون العمل عليها؛ لتشمل إخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، ومن ثم الدفع باتجاه إقامة مستوطنة جديدة على أنقاض المنازل الفلسطينية، ساعية لإقامة حزام استيطاني حول حي الشيخ جراح، يفصل القدس القديمة عما حولها.
فيما تم تأجير أرض كرم المفتي إلى جمعية “عطيرات كوهانيم” الاستيطانية، وفي تصريح للحركة اليسارية آنذاك قالت “إنه في حال تنفيذ هذه المخططات سيتم عزل الشيخ جراح من خلال حزام استيطاني وفصل القدس القديمة وما يسمى بـ(الحوض المقدس)”.
بعد 47 عامًا على وفاة مفتي القدس، يعود الاحتلال بتهويد جديد للموقع، إذ نشرت صحيفة جروزاليم بوست “الإسرائيلية” تصريحا للمتحدث باسم جمعية “عطيرت كوهانيم” دانيال لوريا الاستيطانية، قال فيه إن الجمعية الاستيطانية تنوي تحويل القصر البالغة مساحته 500 متر مربع إلى كنيس يهودي، ومضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية في محيط القصر من 28 إلى 56 وحدة استيطانية.
وأوضح لوريا أنه سيتم الحفاظ على المنزل التاريخي، ولكن سيتم استخدامه لتلبية احتياجات مجتمعية، فإما سيحول لمركز رعاية نهارية، أو كنيس يهودي.