ما بعد الحبس المنزلي.. الطفل عبد الله عبيد يُجبر على تسليم نفسه للاحتلال
القدس المحتلة – القسطل: يسلّم الطفل عبد الله عبيد (16 عامًا) أحد أطفال بلدة العيساوية الواقعة شمالي شرق القدس المحتلة، نفسه لشرطة الاحتلال اليوم الثلاثاء، لقضاء مدّة حكمه البالغة شهرين بعد معاناة مع الحبس المنزلي.
عبيد من أطفال القدس الذين تعرّضوا للاعتقال والتحقيق على يد قوات الاحتلال، وحوّل للحبس المنزلي بشروط قاسية، لا يخرج فيها من بيته البتّة.
كان لـ“القسطل” لقاء مع الطفل عبيد ووالدته قبل عدة أسابيع، حينما كان يخضع للحبس المنزلي، حيث قال: “صعب أضلّ في السجن متل ما صعب تكون إمّي هي السّجان”، هذا حال المقدسيين من شبان وأطفال ممن يتهمهم الاحتلال بمقاومــته، في العاصمة المحتلّة، فيتعرّضون إمّا للسجن الفعلي أو الحبس المنزلي، فيقعون بذلك ما بين نارين، نار المعتقلات ونار الإقامة الجبرية.
يقول عبيد: “خيّروني بين أن أبقى في السجن لمدة خمسة شهور، أو الإقامة الجبرية (حبس منزلي) لمدة عام ونصف تقريبًا”. ويضيف: “السجن صعب لي ولوالديّ، والحبس المنزلي صعب جدًا أيضًا”.
“كم يصعب عليّ أن تقوم أمي بمقام السجّان”، يقول عبيد. ويُضيف: “أثناء مكوثي في فترة الحبس المنزلي، اقتحمت عناصر من شرطة الاحتلال البيت، واعتقلوني رغم أني في فترة الحبس المنزلي، واتهموني بضرب الحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية على قوات الاحتلال”.
“عبد الله” رغم عمره الصغير إلّا أنه تعرّض للاعتقال ثلاث مرّات على يد قوات الاحتلال. تقول شقيقته الطفلة جنان عبيد لـ”القسطل”: “قلبي وقّف لما شفت الجيش عنّا، صرت أبكي، هربت عند دار خالتي، ما عرفت كيف أخذوه، بس سمعت صوت بقول “هوينة هوينة عبّود” (بمعنى بسيطة).
أمّا والدته، علا عبيد تقول إن نجلها كان يخضع لحبس بيتي مفتوح، انعقدت له محاكم “إسرائيلية” سابقًا، بعدما اتّهمه الاحتلال بمقاومـته، إلى أن تم الحكم عليه بالسجن لمدة شهرين.
“كم كان يصعب عليّ أن أكون أنا السجّانة لابني، كانت تحصل بيننا مناوشات بشكل مستمرّ على الحبس المنزلي، فأنا أحاول أن أُلزمه بقوانينه حتى لا يتم اعتقاله واتهامه بخرق الإقامة الجبرية”، تبين والدته لـ”القسطل”.
كان يقول عبد الله لوالدته: “من شان الله اتركيني شوي، اتركيني خليني أتنفّس”، فترد عليه “ممنوع.. هذا احتلال سيضرّ بكَ وبي”.
رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب يقول لـ”القسطل” إن عدد المقدسيين الذين يخضعون للحبس المنزلي قلّة، فالاحتلال يحوّلهم للحبس الفعلي.
ويضيف أن الاحتلال لا يحتسب مدّة الحبس المنزلي من مدّة الحكم المفروضة على المقدسيين، فمثلًا إذا مكث الشاب في الإقامة الجبرية بمنزله لمدة عام، وتم الحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة عام، فإن عليه أن يقضي عامًا كاملًا في السجون دون احتساب فترة الحبس المنزلي.
ويشير إلى أن الاحتلال يحوّل ذوي الشبان والأطفال إلى سجّانين، ما يسبّب حالة نفسية صعبة لكلا الطرفين.
في كثير من الحالات، يُحرم من يخضع للحبس المنزلي من التعليم، والخروج من المنزل بشكل نهائي، ويبقى ينظر متألّمًا لمن يلعب ويمشي في الخارج.