الاحتلال يسعى لتحويل مطلّة إسلامية في البلدة القديمة إلى حديقة توراتية
القدس المحتلة - القسطل: تسعى بلدية الاحتلال للاستيلاء على أجمل مطلّات البلدة القديمة في القدس المحتلة، لتحويلها إلى حديقة توراتية تخدم المستوطنين، وذلك على أسطح الأسواق الثلاثة “العطّارين” و”اللّحامين” و”الصاغة”.
تلك المطلّة يرتادها أهل القدس، فيستمتعون بمناظرها الخلّابة، يتناولون كعك القدس مع كأس من الشاي أو كوب من القهوة، مطلّة ساحرة فحولك تجد القبّة الذهبية وكنائس القدس وبيوتها القديمة.
يقول الباحث في التاريخ المقدسي إيهاب الجلاد إن بلدية الاحتلال تريد رصد مبلغ 17 مليون شيقل لإقامة حديقة توراتية على أسطح الأسواق الثلاث “العطّارين” و”اللّحامين” و”الصاغة”، ضمن مخططات تهويد وتغيير معالم البلدة القديمة.
ويضيف خلال مقابلة مع “القسطل” أن المطلة تقع في قلب المدينة التاريخي، مكان جميل ورائع، يُطلّ على معظم معالم المدينة المقدسة، قبة الصخرة، مسجد عمر بن الخطاب، كنيسة القيامة، كنيسة الفادي، والأحياء أيضًا؛ الإسلامي والمسيحي والأرمني، وحارة الشرف التي حوّل الاحتلال اسمها إلى “حارة اليهود”.
ويوضح الجلاد أن الاستيلاء على هذه الأسطح بدأ في الثمانينات، حينما أقامت سلطات الاحتلال مستوطنةً في قلب الحي الإسلامي، وبالتحديد في حي القرمي، سُمّيت بمستوطنة “غلتسيا” على اسم مدينة في بولندا من حيث أتى معظم اليهود.
تُعتبر هذه المستوطنة بعيدة فعليًا عن “الحي اليهودي”، وحتى لا يمر اليهود من داخل الحي الإسلامي تمت السيطرة على أسطح الأسواق لتُصبح ممرًا للمستوطنين، بحسب الجلاد، وأضاف: “باتوا يتنقّلون ما بين مستوطنة غلتسيا والحي اليهودي عبر هذا السطح مشيًا أو من خلال الدراجات”.
لكنّ النوايا الاستيطانية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث طرحت بلدية الاحتلال مشروعًا لإقامة حديقة “توراتية”، ويبين الجلاد لـ”القسطل” أن “بلدية الاحتلال ستضع 17 مليون شيقل من أجل ترميم المكان وزراعة بعض الأحواض ووضع مقاعد، وجعل هذا المكان بؤرة جذب سياحي للمجموعات اليهودية، ما سيؤثر على الأسواق الفلسطينية في الأسفل وسيؤدي إلى ضغوطات أكبر”.
ويؤكد أن هذه الأسواق وقف إسلامي وبالتالي فإن أسطحها كذلك أيضًا، ومشروع بلدية الاحتلال التهويدي هو بمثابة انتهاك للحق الإسلامي بالوقف.
ويقول إن بلدية الاحتلال طرحت المشروع من أجل “إعادة صياغة المشهد الحضاري والتاريخي بإقامة حديقة تلمودية في هذا المكان، لأنه بلا شكّ سيضيفون اللمسة اليهودية والأسماء والأفكار اليهودية في المطلّة، وستأتي المجموعات اليهودية لربط المكان بشيء من التاريخ اليهودي، واستغلال ذلك بشكل سياسي”.
يذكّرنا الجلاد بحادثة حصلت قبل 10 سنوات، حينما تمت محاولة اقتحام بعض المحال الموجودة في سوق الصاغة من أجل إيجاد مخرج طوارئ من الأسواق للمستوطنين، وربط مستوطنة “غلتسيا” بالأسواق.
وأكد أن الخسارة ستكون كبيرة إن تم فعليًا السيطرة على المطلة وتهويدها وإنشاء حديقة توراتية في قلب الأحياء الإسلامية والمسيحية والأرمنية، داعيًا أهلنا في كل مكان، من الأحرار والغيورين، من أجل المحافظة على هذا التراث العربي والإسلامي والتأكيد أن هذا المكان وقف إسلامي باق إلى يوم القيامة.