“البُستان” يعود إلى الواجهة بعد نيّة الاحتلال هدم الحي بأكمله

“البُستان” يعود إلى الواجهة بعد نيّة الاحتلال هدم الحي بأكمله

القدس المحتلة - القسطل: عاد حي البُستان في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى إلى الواجهة مع سلطات الاحتلال بعدما تم إبلاغ عائلات الحي مؤخرًا، بنية بلدية الاحتلال هدم جميع منازله الـ100 بغية إقامة حدائق توراتية.

ودعا أهالي حي البستان جميع المقدسيين إلى أداء صلاة الجمعة -بعد غد- في خيمة البستان؛ رفضًا للهدم الجماعي والتهجير القسري في مدينة القدس المحتلة.

وأوضح الناطق باسم لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب لـ”القسطل”: “أن هدم المنازل هو جزء من سياسة الاحتلال لتفريغ المدينة، وطرد أهلها منها”.

وأضاف أن انتقال بلدية الاحتلال من سياسة الهدم الفردي إلى الهدم الجماعي، سياسة تُنذر بتفريغ المدينة وطرد الأحياء كاملة، وهذا أمر غاية في الخطورة على القدس كلها، خاصة الأحياء المحيطة والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى أن الاحتلال يريد إبعاد خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك، وهذا يعني أنه مُقدم على خطوة تقليل عدد السكان أولًا، وتغيير واقع المسجد الأقصى واقتسام جزء منه وفرض وقائع تهويدية عليه ثانيًا.

لم حي البستان ؟

بيّن أبو دياب أن الاحتلال استهدف البُستان، لأنه عَلِم صلابة ووقوف أهل الحي في الدفاع عن منازلهم وأراضيهم، لذلك اعتبر بأن البستان هو درع من الدروع الواقية لمدينة القدس، وإذا ما انهار هذا الدرع، سيؤدي إلى انهيار الأحياء الأخرى، حيث أن هناك العديد من الأحياء المقدسية المهددة بالهدم والترحيل مثل الشيخ جراح وحي بطن الهوى.

وأكد لـ"القسطل" أن المطلوب من المقدسيين هو وقوفهم صفًا واحدًا، فأهل القدس عندما أراد الاحتلال فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى من خلال البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة، صمدوا وثبتوا وتحدّوا هذه السياسة، ما أدى إلى انكفاء الاحتلال، واعتبر بأن الردع الجماهيري يؤدي إلى أن يقيس الاحتلال الأمور بمقياس ردة فعل الشارع المقدسي، لذلك فإن ثبات وصمود البستان يعني ثبات وصمود القدس.

وأشار إلى أن حي البستان هو من الأحياء القريبة جدًا من المسجد الأقصى، وقد يختبر الاحتلال صمود المقدسيين وردة فعلهم، من خلال هذا الحي الذي حاولت سلطات الاحتلال إزالته وهدمه سابقًا، ولكن صمود الناس وتحديهم لأوامر الهدم أدى إلى تجميد بلدية الاحتلال ومن ورائها المؤسسة الرسمية الاحتلالية لعمليات الهدم.

وقال إن "التضامن وتنسيق العمل ووحدة الناس والحراك الجماهيري إذا لم يلغِ هذه المشاريع التهويدية في القدس، فإنه يجمّدها أو يؤجلها مثلما حصل مع حي البستان، لكن الاحتلال تنصّل مؤخرًا من الاتفاقيات، لربّما بسبب الظروف الحالية، خاصة ما يحصل بالعالم العربي وتراخي الدعم للمقدسيين بشكل كبير إن كان من الداخل أو الخارج".

وأكد أبو دياب أن وحدة وثبات أهل القدس تحمي القدس من التطهير العرقي والطرد وتفريغ المدينة، وتحمي المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وقال: "إن الانتقال من الهدم الفردي للهدم الجماعي قد يكلّف الاحتلال تحرّك الشارع المقدسي بشكل عام".

يُشار إلى أن الاحتلال هدم منذ عام 2009 وحتى اليوم عشرة منازل في حي البستان، وتنوي بلدية الاحتلال هدم 100 منزل وتشريد 1550 نسمة أغلبهم من الأطفال والنساء.

يذكر أنه خلال عام 2010، أعلن رئيس  بلدية الاحتلال في القدس آنذاك نير بركات عن خطة لبناء حديقة أثرية تستهدف السياح تسمى “حديقة الملك” في حي البستان، حيث تضمنت الخطة هدم منازل وإخلاء عشرات العائلات المقدسية التي بنت منازلها في الحي على أرض يملكونها.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: