الأسير المقدسيّ أيمن الشرباتي .. "المواطن الثائر"
القدس المحتلة - القسطل: هو الصوت الحيّ في سجون الاحتلال، الذي ما زال يُقاوم المُحتل حتى أثناء وجوده خلف القضبان، لا يرضى بالظّلم ولا المذلّة، سواء فيما يخصّه أو ما يتعلّق بالأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال.
أيمن الشرباتي (53 عامًا) الملقّب بـ”المواطن” والمعروف بحرق علم الاحتلال داخل السجون، أو إشعال النار في غرف الإدارة، احتجاجاً على سياساتها اتجاه الأسرى، لا يُعير اهتمامًا لما سيواجهه من عزل انفرادي، لكنّه يثور دائمًا من أجل الحق ويرفض الظلم الواقع على الأسرى.
يدخل الشرباتي عامه الاعتقاليّ الـ24 في سجون الاحتلال، فهو يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة، بعدما اعتقل في الـ17 من شهر آذار من العام 1998. تعرّض لتحقيقات قاسية من قبل ضباط جهاز الأمن العام “الشاباك”.
اتهم الاحتلال “المواطن” بالقيام بعدة عمليات “فدائية”، استهدفت مستوطنين في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، قُتل على إثرها مستوطن وأصيب آخر، إلى جانب اتهامه بالانتماء لحركة “فتح”.
حينما اعتُقل كانت زوجته حامل في شهرها الأول ولديهما ثلاثة أطفال، علاء ومحمد وحنين، أمّا “يارا” فقد ولدت دون أن تتمكن من احتضان والدها.
يُعرف عن الشرباتي أنه يعشق القدس، والمدافع الشرس عن الأسرى وحقوقهم، خاض عدة إضرابات عن الطعام لنصرتهم، وحرق أعلام الاحتلال في كثير من المرّات كخطوة احتجاجية على سياسات إدارة السجون ضدّهم.
وتقوم إدارة السجون في كل مرة بحرمانه من الزيارة لشهور طويلة، إضافة لعزله وأحياناً تغريمه ونقله إلى سجون أخرى، غير آبهٍ بتلك الإجراءات.
“حنين” هي ابنة الأسير الشرباتي التي كان عمرها حينما اعتُقل والدها نحو عام، لم تعِ بعد ما كان يحدث حولها، وما فعله الاحتلال بعائلتها. كبُرت تلك الطفلة وأصبحت شابة في العشرينيات من العمر، ليحرمها السجن من حضنه.
“أنا كأي فتاة في العالم تُريد أن تكون عائلتها جميعها بكافة أفرادها حولها، لكنّ الاحتلال حرمني ومنذ العام الأول لي من اللعب مع والدي واحتضانه دون أن يحسب أحد الدقائق علي، كم أشتاق إلى رؤيته بيننا، وأن أبوح بكل ما يختلج قلبي، أُريد احتضانه عند حُزني وفرحي وبكائي وتعبي”، تقول حنين. وتُضيف: “عامود البيت راح .. شو ضل؟!”.