المقدسيّون بالشيخ جرّاح .. باقون ما بقي الزعتر والزيتون

المقدسيّون بالشيخ جرّاح .. باقون ما بقي الزعتر والزيتون

القدس المحتلة - القسطل: خرجوا يحملون أوجاعهم، يصرخون في وجه الظلم والقهر، ينادون بإنهاء الاحتلال الذي دأب على سلبهم أراضيهم ومنازلهم، يُريد أن يشتّت شمْلَهم بعدما كان يجمعهم بيتٌ يشتمّون من شُرفته رائحة المدينة التي تربّع حبّها على عرش قلوبهم.

بالأمس، خرج أهالي الشيخ جرّاح في مسيرة انطلاقًا من منازلهم المهددة بالاستيلاء عليها من قبل جمعيات استيطانية ادّعت ملكيتها للأرض المُقامة عليها، ووقفوا عند مدخل الحي أمام قوات شرطة الاحتلال التي كانت مدجّجة بالسّلاح أمام الوقفة الاحتجاجية السلمية التي رأت أنه يتوجّب قمعها بالقوّة، كي تنتهي على الفور.

لكن أهالي الشيخ جراح ومن ساندهم ووقف إلى جانبهم ودعمهم في وقفتهم الاحتجاجية كانوا في خط المواجهة، وكلّما ضرب الشرطي “الإسرائيلي” قُنبلة صوت، تصدّوا لها بإصرارهم وبقائهم في المكان، غير آبهين لهذا القمع، فهم أصحاب الحق.

سميرة دجاني هي إحدى العائلات المهددة بالإخلاء من الحي لصالح الجمعيات الاستيطانية، كانت شاهدة على قمع الوقفة، وأوضحت لـ”القسطل” أنها تربّت وعاشت في هذا المنزل منذ عام 1956 وحتى اليوم، وقالت: “أنا ابنة الحي، سنبقى ثابتين صامدين هنا، وقرار الإخلاء بحق العائلات المقدسية بالشيخ جراح تعسفي.. هذا تهجير قسري”.

وأضافت أنه من خلال المحاكم لم تُثبت الجهات الاستيطانية أحقيتها وملكيتها في الأرض، مطالبة بضرورة الحصول على الأوراق المطلوبة من الحكومة الأردنية للحفاظ على تواجدهم ومنازلهم في الحي.

وأشارت إلى أن الاحتلال هجّرهم عام 1948، ويُريد اليوم أن يهجّرهم من جديد، مبيّنة أن ما يحصل “اقتلاع جذري” لهم من بيوتهم القانونية.

أمّا الصحفية المقدسية منى الكرد، أوضحت لـ”القسطل” أن الاحتلال اعتاد على قمع أي تواجد فلسطيني مقدسي في العاصمة المحتلة، فتجد كل القوّات على استعداد لقمع المظاهرة.

وأضافت أنه “رغم القمع نحن مستمرون في تواجدنا حتى آخر نفس.. رسالتنا لكل العالم أن ما يحدث في الشيخ جراح وفي كل القدس هو جريمة حرب يجب إيقافها ونحن ضد الاستيطان وضد التهجير القسري الذي يحدث”.

ميار الأيوبي البالغة من العمر 14 عامًا من سكان الحي، قالت في حديثها لـ”القسطل”: “أنا عشت في الشيخ جراح منذ ولادتي، نظّمنا هذه الوقفة لأننا لا نريد الخروج من منازلنا، ولا يحق لأيٍ كان أن يُخرجنا من أراضينا”.

وأضافت “هذه أرضي ورح اتضل أرضي.. من حقّي أعيش بأمان متل أي طفل بالعالم”.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: