قبل أن يُهديها الشهادة.. ماذا كانت آخر هدايا الشهيد إياد الحلّاق لوالدته بيوم الأم؟
القدس المحتلة - القسطل: قويّة لكنّ دموعها تسبقها كلّما ذكرت اسمه، أو حدّثها أحدٌ عنه، تتألّم مقهورة على ما حلّ به من ظُلم أدى إلى استشهاده برصاص الاحتلال الغادر، فسرق منها “إياد” الذي ربّته عمرًا فكان طفلها الشّاب الذي صعدت روحه إلى السّماء في دقائق معدودة.
“أنا مش قادرة أنساه ولا ممكن أنساه.. إياد قطعة من قلبي، ربّيته كتير، صعبة كانت تربايته”، حدّثتنا والدة الشهيد إياد الحلاق عنه وهي تبكي بحرقة وتتألّم لفقدانه، لكنها في الوقت ذلك تقول إنه أهداها الشهادة.
وتُضيف في لقائها مع “القسطل”: “لا يُمكنكم تخيّل المرار الذي في قلبي، والله.. لو أن الجندي خيّرني بين قتلي وقتله لاخترت أن يقتلني أنا .. وأن يترك إياد”.
في كلّ عام كان إياد يُهدي والدته هدية رمزية في يوم الأم، فكان صحن الشوكولاتة مع الورد المجفّف والوردة الحمراء، آخر هدية يُعطيها الشهيد لوالدته في يوم الأم العام الماضي، وتقول: “لكن .. هذا العام أهداني استشهاده، الحمد لله، أحلى استشهاد، أحلى شهادة وعيديّة.. “.
وعن الأمنيات التي كان يودّ تحقيقها تحدّثنا والدته أنه كان يتمنّى أن يكون له بيت، وكانت تتمنى هي أن تُزوّجه، وقالت: “الآن.. عنده بيت في الجنّة وزوجة من الحور العين”.
كان يتمنى إياد أن يتعلّم السياقة، لكن الفرصة لم تسنح، لكن ّوالدته وجّهت حديثها له: “أنا آسفة يمّا ما قدرت أحققلك اللي بتتمناه، بس بدي أعلّم شاب إن شاء الله عن روحك يا حبيبي”.
وطوال لقائنا معها كانت تردّد: “الله يرضى عليك يا إياد.. يا عمري.. يا حبيبي.. في جنان النعيم يا إمي”.
وعن انتهاكات الاحتلال بحق الأمهات المقدسيّات، قالت إنّهن “يعانين جميعًا من الاحتلال وأفعاله، فهو لا يريدنا أن نرفع رؤوسنا، لكننا سنبقى صامدين نتحمّل كل ما يحصل لأننا أهل الرباط”.
الشهيد الحلاق (32 عامًا) كان من المُصابين بالتوحد، حيث استشهد بعدما أطلق عناصر الاحتلال الرصاص عليه أثناء ذهابه لمدرسته قرب باب الأسباط صباح اليوم الثلاثين من شهر أيار/ مايو عام 2020، وذلك لمجرّد خوف الجنود وللاشتباه به.
إياد كان يدرس في المدرسة الصناعية البكرية الواقعة في باب الأسباط وهي متخصصة في تعليم ذوي الإعاقة.
شاهد الفيديو كاملًا على صفحة "القسطل" الإخبارية..