رحيل المقدسي محمود حجازي .. ماذا تعرف عن أول أسير فلسطيني لدى الاحتلال؟
القدس المحتلة - القسطل: توفي المناضل والفدائي وأول أسرى الثورة الفلسطينية، اللواء محمود بكر حجازي، تاركًا خلفه إرثًا نضاليًا ووطنيًا هامًا، منذ أن التحق بالثورة.
ولد حجازي عام 1936 في القدس ونشأ فيها، واعتُقل بعدما نفّذ ورفاقه عملية فدائية بالقرب من بلدة بيت جبرين المحتلة (الخليل)، وذلك في 17 كانون ثاني عام 1965.
أُصيب قبل اعتقاله، وأصدر الاحتلال بحقّه حُكمًا بالإعدام وحاول تصفيته، وبعد سنوات، وتحديدًا عام 1971، تمت أول عملية تبادل للأسرى جرت بين الاحتلال وحركة "فتح"، وتحرر على رأسها اللواء حجازي.
كان حجازي مكلفاً ضمن خلية من الفدائيين في 17 كانون أول 1965 بنسف جسر تستخدمه السيارات العسكرية التابعة للاحتلال قرب بيت جبرين في الخليل، وبعد اشتباكات متواصلة مع الاحتلال، تمكن رفاقه من تنفيذ العملية وتفجير الجسر والانسحاب من المكان، في حين تم اعتقال حجازي ليكون أول أسرى الثورة الفلسطينية.
انتشرت صوره في ذاك العام، وكُتب عليها “محمود حجازي رجل حتف الأول”، و"حتف" هو الاسم الذي أطلق على الثورة الفلسطينية، قبل أن يغيرها الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى"فتح".
مارس محققو الاحتلال أساليب قاسية بحق حجازي قابلها بصموده وثباته، رغم كل ما تعرّض له من التعذيب والإرهاب النفسي والجوع، وبعد ست جلسات، أصدرت المحكمة حكمًا بـ”الإعدام” بحقه، فواجهه بإصراره على رفض الحكم، والاعتراف به كأسير حرب.
في نهاية المطاف، وافقت المحكمة على أن يختار حجازي محاميه، حيث تم توكيل المحامي الفرنسي الشهير، جاك فرجيس، لمتابعة قضيته، لكنّ “إسرائيل”منعته من إتمام مهمته بسبب تصريحاته، وقيامه بتوزيع أوراق تثبت أن دولة الاحتلال أكثر حكومة فاشية في العالم.
حاولت إدارة السجون اغتياله ودس السم في الطعام وكادت أن تنجح في تصفية حجازي الذي تمزقت أمعاؤه بفعل السم الحاد، لكنه كان أقوى من كل ما عصف به من ظروف.
قضى حجازي أربع سنوات وثمانية أشهر في العزل الانفرادي، ولم تتغير معادلته بعد مرور كل هذه السنوات "الاعتقال مثل العض على الأصابع، على السجّان أن يتوجع أولاً".
عام 1971 حصلت أول عملية تبادل أسرى مع منظمة التحرير الفلسطينية، ليطلق سراح حجازي مقابل الضابط “الإسرائيلي” شموئيل روزنفايزر.