الحديقة التوراتية في جبل الزيتون.. اغتصاب الأرض بغطاء الدين
القدس المحتلة - القسطل: في العديد من الصور الجميلة التي ينشرها المقدسيون عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر ذلك المنظر الجميل الذي تظهر منه قبة الصخرة والمنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، إنّ تلك المنطقة التي يعتبرها المقدسيون متنفسهم الذي يرون منه إطلالة المسجد الأقصى المبارك، هي منحدرات جبل الزيتون وسفوحه، تلك الأراضي التي تتبع بلدة الطور، وحي الصوانة في القدس، والتي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بما يعرف ب(الحدائق الوطنية) أو (الحدائق التوراتية) والتي تقوم عليها سلطة الحدائق الإسرائيلية، إحدى الأذرع التهويدية لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس.
الحدائق " الوطنية " وسيلة الاحتلال لتهويد محيط القدس
منذ الاحتلال الإسرائيلي لشرق القدس في 7 حزيران 1967، ومن ثم إعلان قرار ضم مناطق معينة من شرق القدس إلى بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس في 27 و28 حزيران 1967، استخدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي العديد من الأدوات الاستعمارية لتهويد القدس ومحيطها، مثل القوانين التي كانت تطبق من الدولة العثمانية والحكم الأردني، كقانوني: الأراضي الأميرية، وقانون أملاك الغائبين، وفي ذات الوقت ابتدعت سلطات الاحتلال عدداً من القوانين " التنظيمية " في سبيل تطبيق سياساتها الاستعمارية، ومن أهم تلك القوانين، قانون " الحدائق الوطنية "، والذي صدر في العام 1974 مع ثاني مخطط هيكلي لبلدية الاحتلال في القدس، والذي حدد عدداً من المناطق في محيط البلدة القديمة للقدس، ك(مناطق خضراء) يمنع البناء فيها، وحدد عدداً من المواضع ك(حدائق توراتية) أو " وطنية "، وأخضعت إدارة تلك المناطق ل(إدارة الحدائق الوطنية) التابعة لسلطة الآثار الصهيونية.
الحدائق التوراتية في القدس
تعد (الحديقة الوطنية المحيطة لأسوار القدس) والتي تم الإعلان عن تخصيصها في العام 1974 أول حديقة توراتية يتم الحديث عنها في القدس، وتشمل الأراضي المخصصة لها معظم مساحة حي وادي حلوة في سلوان، وتتخذ سلطة الآثار من وجودها ذريعةٍ لإقامة معظم الحفريات في سلوان بالتعاون مع جمعية (إلعاد) الاستيطانية.
تبلورت فكرة (الحديقة الوطنية الحيطة لأسوار القدس) في العام 2009 قدمت بلدية الاحتلال مخططاً لما يعرف باسم (حديقة الملك) في حي البستان وسط سلوان، ويستهدف هذا المخطط 90 منزلاً يتكون منها الحي، ومنذ العام 2009 ولغاية اليوم، يخوض أهالي الحي، والحالة الشعبية المقدسية معركةً جماهيريةً قانونية في سبيل الدفاع عن الحي.
وفي العام 2013 تم الإعلان عن مشروعين للحدائق التوراتية في محيط القدس المحتلة، وهما:
- (موردوت هآر هتسوفيم): وتم الإعلان عنها في 14/11/2013، بعد أن صادقت عليها اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في وزارة الداخلية الصهيونية، في منطقة منحدرات جبل المشارف، بين بلدتي الطور والعيساوية، وتغتصب 730 دونماً من أراضيها.
- (ناحال رفائيم): وتم الإعلان عنها في شهر تموز 2013، وتشمل 5700 دونماً من أراضي الولجة، وهي من أخطر المشاريع الاستيطانية بين القدس وبيت لحم.
. . .