بالصور | في ثاني أيام “الفصح العبري”.. 274 مستوطنًا يقتحمون المسجد الأقصى
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم 274 مستوطنًا صباح اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، في ثاني أيام الفصح العبري.
وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن 274 مستوطنًا اقتحموا المسجد من “باب المغاربة”، وتجوّلوا في الباحات، ثم خرجوا من “باب السلسلة”.
وأشار أحد حراس المسجد الأقصى لـ”القسطل” أن اقتحامات المستوطنين كانت مكثّفة خلال جولة الاقتحامات الأولى والتي استمرت لعدة ساعات، في ثاني أيام عيدهم، مؤكدًا أن 20 ضابطًا "إسرائيليًا" اقتحموا المسجد خلال الجولة ذاتها.
وأضاف أن شرطة الاحتلال اعتقلت أحد الشبان من باحات المسجد، وأخرجته من “باب السلسلة”، دون تحويله لمركز تحقيق.
وشهدت ساحات المسجد الأقصى أصوات احتفالات المستوطنين في عيدهم العبري، عند حائط البراق بشكل استفزازي للمصلين ورواد المسجد.
ما هو عيد “الفصح” العبري؟
يقول الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى، زياد ابحيص إن الفصح هو العيد الذي يحتفل فيه اليهود بذكرى نجاتهم من الطاعون الذي حل بمصر ومن ثم خروجهم منه وفق الرواية التوراتية، التي ترى أن ذبح القربان الحيواني كان رمز خلاص "الشعب اليهودي"، وهو ما جعل ذبح هذا القربان يمثل ذروة العبادة القربانية في المعبد بعد إقامته على زعم الرواية التوراتية.
وتتطلع جماعات المعبد هذا العام إلى ذبح قربانها الحيواني في المسجد الأقصى المبارك ونثر دمه هناك، مروّجةً أن هذا الذبح سيشكل بوابة خلاص اليهود وخلاص كل العالم من وباء كورونا باعتباره "طاعوناً حديثاً"، وهذا المسعى يأتي في إطار فكرة تأسيس المعبد المزعوم معنوياً بإقامة كل طقوسه في الأقصى، تمهيداً لإقامته مادياً في مكان المسجد الأقصى.
وقدمت تلك الجماعات رسالة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في الرابع من الشهر الجاري، تمنت له فيها الفوز في الانتخابات، وأكدت تحالفها معه، مطالبة بإفساح المجال لها بذبح قربانها الحيواني في الأقصى خلال الفصح العبري.
ونشر أحد قادتها رفائيل موريس صورته الجمعة الماضية مع الحمل الذي يعده للذبح في “المعبد” في يوم الفصح وفق زعمه؛ وتثار اليوم تساؤلات حول حسابات نتنياهو تجاه هذا الطلب الذي اعتاد على رفضه لأسباب عديدة وتعويض تلك الجماعات عنه بمكاسب أخرى، بعد الفوز المؤكد لستة من القادة الأكثر تطرفاً لتلك الجماعات، بينهم مجموعة من التلاميذ المباشرين للحاخام المتطرف مائير كاهانا في الانتخابات الأخيرة.
وتعمل جماعات المعبد على تقديم قربانها الحيواني في الأقصى بشكلٍ حثيث منذ تأسيس ما يسمى بـ"السنهدرين الجديد" وهو أشبه بمجلس قضائي للشريعة اليهودية عام 2010، والذي يوجه رسالة لرئيس الوزراء وعدد من الساسة الصهاينة في كل عام لتمكينه من تحقيق ذلك، وفي العام الماضي استغل الإعلان على صفقة القرن، ووجه رسالة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالباً إياه بتبني هذا المطلب.
يذكر أن هذا المسعى قد تمكن من تحقيق اختراقات عملية، حيث تمكن أصحابه من بناء مذبح حجري وفق الشروط التوراتية التي تتطلب نحته من صخرة واحدة، وهو منصوب في مستوطنة إلكانا شمال غرب سلفيت، والتي تتبع إدارتها لتجمع "غوش أمونيم" الاستيطاني اليميني، ويستخدم المذبح على مدار العام للترويج لمطلب ذبح القربان الحيواني في الأقصى، ويُنقل في وقت عيد الفصح من كل عام إلى القدس لتقديم القربان عليه.
وقد مكنت حكومة الاحتلال جماعات المعبد عام 2018 من تقديم القربان ملاصقاً للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك على أمل ذبحه في الأقصى في أقرب فرصة.