متى سيعلن الاحتلال عن موقفه من مشاركة المقدسيين في الانتخابات التشريعية؟
القدس المحتلة - القسطل: ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن قرار الموافقة على السماح للمقدسيين في الانتخابات الفلسطينية من عدمه سيتقرر قبل إجراؤها بوقت قصير.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يُتخذ قرار بهذا الشأن حتى اللحظة، وعند اتخاذه سيكون بالتشاور بين ما يسمى المستويات الأمنية والسياسية "الإسرائيلية".
واليوم حذر ما يسمى بمنسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق، كميل أبو ركن، من إجراء الانتخابات الفلسطينية لأنها قد تفضي إلى فوز حركة حماس، وقال: أوصيت كذلك المستوى السياسي "الإسرائيلي" بعدم إجراء الانتخابات في القدس.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، ثور وينسلاند، اليوم الخميس، في بيان رسمي صدر عنه إلى مشاركة سكان شرق القدس في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وقال إن "إجراء انتخابات ذات مصداقية وشاملة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة ، بما في ذلك شرق القدس، هي خطوة حاسمة نحو تجديد شرعية المؤسسات الوطنية، وإعادة ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وفي ذات السياق أكدت الفصائل الفلسطينية على ضرورة مشاركة المقدسيين في الانتخابات التشريعية، معتبرةً أن الأمر يستحق معركة سياسية مع الاحتلال للضغط عليه من أجل إجباره على عدم عرقلة العملية الانتخابية في القدس.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي شادي عثمان في اتصال مع "القسطل" إن "الإسرائيليين" لم يسلموا ردهم بعد على مسألة إجراء الانتخابات والإشراف عليها، وقد أرسل لهم الاتحاد رسالة رسمية بالخصوص بتاريخ 8 فبراير/شباط الماضي، وهو بانتظار الرد عليها.
وأكد المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية فريد طعم الله لـ"القسطل" أنه لم يصلهم أي رسالة من المستوى الرسمي الفلسطيني بخصوص إجراء الانتخابات في مدينة القدس.
وفي هذا الشأن قال المحلل السياسي والمختص في الشأن "الإسرائيلي" عماد أبو عواد لموقع “القسطل” إن موافقة الاحتلال على إجراء الانتخابات داخل مدينة القدس تعني أنه ملتزم بما تم التوقيع عليه في اتفاقية أوسلو، الأمر الذي يعكس رسائل داخلية سلبية.
وأضاف أبو عواد أن هناك العديد من التخوفات لدى الاحتلال فيما يتعلق بإجراء الانتخابات بالقدس، فهو يدرك تماماً أن المقدسيين سيشاركون بأعداد كبيرة، على عكس مشاركتهم في انتخابات “بلدية الاحتلال” والتي تكون في العادة ضئيلة، وهذا الأمر سيعطي انطباعا يتمثل في إعلان الفلسطينيين ولائهم للدولة الفلسطينية وليس “لدولة الاحتلال”.
وتابع أبو عواد أن التخوف الآخر لدى الاحتلال يرتبط ببعض الضغوط الدولية، فحين يعبر الفلسطينيين عن رغبتهم وإرادتهم بحكم ذاتي فلسطيني، سيظهر الاحتلال أمام المجتمع الدولي بأنه يسيطر على الفلسطينيين بالقوة وليس كما يدعي ويشيع في الخارج أن الفلسطينيين مرتاحين في “الدولة العبرية”.
وأشار أبو عواد في حديثه مع “القسطل” إلى أن الاحتلال غير معني بإعطاء أي متنفس للفلسطينيين بالشعور بوجود حكم ذاتي، أو وطن، فهو يدرك أن لديه مشروع تهجيري يعمل ليل نهار لتحقيقه، ويسعى لإحباط الفلسطينيين، وارغامهم على قبول الاحتلال.
وقال أبو عواد إن الاحتلال “الإسرائيلي” سيتذرع لمنع الانتخابات بالعديد من الحجج منها أن مدينة القدس المحتلة تابعة له، بالتالي فإن الفلسطيني الذي يعيش فيها يجب أن يتبع له، ويُمنع من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية في ضوء أنه يحمل الهوية المقدسية.
وتابع أبو عواد أن الاحتلال سيتذرع أيضا بأن السيطرة في المدينة له، بالتالي لا يمكن للسلطة الوطنية الفلسطينية إجراء الانتخابات.
وتوقع أبو عواد أن يرضخ الاحتلال للضغوط الخارجية والداخلية بشكل رمزي، أي أنه سيسمح بوجود صندوقين إلى ثلاثة على أطراف مدينة القدس المحتلة وليس في قلب المدينة، إلى جانب السماح بوجود صناديق خارج الأسوار، لأنه غير معني بأن يظهر للعالم بأنه منع الانتخابات الفلسطينية الداخلية.
. . .