عائلة سمرين من أمام "العليا": "بيتنا فلسطيني ورح يضل فلسطيني"
القدس المحتلة - القسطل: تلتقط أنفاسها كلّما اقترب موعد المحكمة، يدقّ قلبها ويخفق بسرعة، ماذا الآن؟ هل سيخرجوني من بيتي الذي عشت فيه طوال عمري وأولادي وزوجي الذي مات وهو يدعو الله أن يُعطيه الصّبر على ما ألمّ بمنزله وآبائه وأجداده؟.. أتُراهم يُصدرون الحُكم اليوم..؟.
لا يغمض لأمل سمرين جفن في تلك الليلة، حتى تخرج صباحًا وتحضر المحكمة، وتسمع ما يدّعيه الاحتلال، ومحاولاته المستميتة للاستيلاء على المنزل المجاور للمسجد الأقصى في بلدة سلوان، بحجة أنه ضمن “أملاك الغائبين”.
لربّما تحضر أمل سمرين اليوم الإثنين، الجلسة الثانية أو الثالثة بعد الثلاثين، فمنذ عام 1991 وعائلتها تُحارب في محاكم الاحتلال ضدّ محاولات إخلاء منزلها.
“إلي 30 سنة بعاني من المحاكم، كل محكمة ما بنام الليل وأنا أفكر وخايفة تكون المحكمة ضدي، رغم إنه ربنا كبير ورح ينصرنا ويوقّف معنا”، تقول سمرين لـ”القسطل”.
وتضيف عقب الانتهاء من جلسة المحكمة “العليا” التابعة للاحتلال، أن القضية تأجلت حتى إشعار آخر وهذا فضل من الله، وأكّدت على رفض أي قرار بإخلائهم من منزلهم، وقالت: “هذا البيت بيتنا، بيت أجدادنا الذين عاشوا وماتوا فيه، حتى زوجي مات وهو يبكي على المنزل، وكان دائمًا ما يردّد: “ ربّ اجعلني من الصابرين“.
وبابتسامة تحمل خلفها وجعًا “ما بدّي اشي غير أطلع من هالبيت ع التربة (تقصد المقبرة)، ومستحيل أطلع ع بيوت تانية، ولا مال الدنيا بغنيني عن بيتي..”.
متمسّكة به، تربطها بهذا البناء القديم ذكريات مع زوجها الراحل وأبنائها، وردّدت “إن الله مع الصابرين”. وأشارت إلى أن هذا المنزل يهمّ كل فلسطيني وأهل القدس وسلوان، متمنّية أن يكون القرار النهائي لصالحها وصالح أولادها والفلسطينيين كافة.
أمّا أحمد سمرين فحدّث “القسطل” عن ثلاثين سنة من الحرب القائمة ما بين عائلته والمستوطنين، منذ جدّه ووالده، وقال: “ما زلنا مستمرين في محاكم الاحتلال، من الصلح، للمركزية، للعليا، حتى وصلنا للمستشار القانوني”.
وأكد أن العائلة ما زالت صامدة ولن تترك البيت في جميع الأحوال مهما كانت القرارات، وقال: “ما حدا بقدر يطلعنا منه.. بيتنا فلسطيني ورح يضل فلسطيني”.
ولفت إلى أن القضية ليست قضية ملكية حيث قاموا بشراء المنزل منذ سنوات طويلة، ولكن القضية في موقع البيت المهم جدًا ويُريد المستوطنون الاستيلاء عليه بأي طريقة ويزعمون بأنه يقع على منطقة يسمونها “عير ديفيد” (مدينة داود).
خطر الهدم والإخلاء بات يلتفّ حول رقاب أهل القدس، من الشيخ جرّاح إلى سلوان، من حي بطن الهوى والحارة الوسطى ووادي حلوة للبستان. الصمت قاتل، ولا يُدافع عن بيوت المدينة سوى أهلها، فهل يجدون يومًا من يسمع نداءهم أم سيفوت الأوان كما حصل مع عشرات العائلات المقدسية التي أُخليت بالقوّة وتحت تهديد السلاح من منازلها؟!.